الحدب لـ"أخبار اليوم": نضوج وعي المواطن وتكامل الجهود عززا استقرار السوق الأردني رغم الحرب الإيرانية الإسرائيلية

mainThumb
الحدب لـ"أخبار اليوم": نضوج وعي المواطن وتكامل الجهود عززا استقرار السوق الأردني رغم الحرب الإيرانية الإسرائيلية

26-06-2025 05:02 PM

printIcon

أخبار اليوم - عمّان - صفوت الحنيني - أكد الدكتور محمد الحدب، أستاذ المحاسبة المالية المشارك في جامعة آل البيت، أن السوق الأردني لم يشهد فوضى أو اكتظاظاً ملحوظاً في ظل الحرب الإيرانية الإسرائيلية الأخيرة، على عكس ما حدث في أزمات سابقة مثل جائحة كورونا والمنخفضات الجوية الشديدة. واعتبر الحدب أن هذا الهدوء يعود إلى مجموعة من العوامل المتراكمة التي أسهمت في ترسيخ مناعة اقتصادية ومجتمعية ضد ردود الفعل المبالغ فيها في الأزمات.

وأوضح الحدب في حديثه لـ"أخبار اليوم" أن أحد الأسباب الجوهرية لهذا الاستقرار يعود إلى نضوج وعي المواطن الأردني، الذي أصبح أكثر إدراكاً لعدم جدوى التهافت على الشراء، خاصة بعد التجارب القاسية التي مر بها المجتمع في الأعوام الأخيرة، لا سيما خلال جائحة كورونا. وأضاف أن هذا الوعي المجتمعي ساعد بشكل كبير على تهدئة الأسواق وعدم الانجرار خلف الذعر الاستهلاكي.

وأشار إلى أن تحسن أداء سلاسل التوريد واستعداد الحكومة والقطاع الخاص عبر خطط طوارئ مفعلة بفعالية، أسهم بدوره في استمرار تدفق السلع وتوفرها دون انقطاع أو ارتفاع مضر بالأسعار. ولفت إلى الدور البارز الذي يلعبه المركز الوطني لإدارة الأزمات، في ضمان التنسيق بين مختلف الجهات وتفعيل استجابات سريعة وفعالة.

وبيّن الحدب أن طبيعة الأزمة الحالية – رغم خطورتها الإقليمية – لم تحمل تهديداً مباشراً على الداخل الأردني، على عكس أزمات سابقة كان لها تأثير فوري على الحياة اليومية للمواطن، وهو ما ساهم في جعل ردة الفعل العامة أكثر هدوءاً وتوازناً.

كما أشار إلى أن ثقة المواطن الأردني بالصناعة المحلية تعززت بشكل واضح خلال الفترة الماضية، وخصوصاً بعد حملات المقاطعة الشعبية للمنتجات الداعمة للاحتلال خلال العدوان على غزة، حيث برز المنتج الأردني كبديل قوي يتمتع بجودة عالية، ما عزز قدرة السوق المحلية على تلبية الطلب بكفاءة واستمرارية.

وختم الحدب حديثه بالقول: "نحن اليوم أمام نتيجة مباشرة لتراكم الخبرة من جميع الأطراف؛ المواطن، والتجار، والصناعة الوطنية، والدولة"، مؤكداً أن هذا التكامل أنتج حالة من الاستقرار العام في السوق الأردني، وأسّس لما وصفه بـ"مناعة اقتصادية وشعبية" ضد التفاعل العاطفي المفرط مع الأزمات الإقليمية.