أخبار اليوم - بغداد - صفوت الحنيني - أكد الدكتور عادل الشمري، المحلل السياسي العراقي، في حديثه لـ"أخبار اليوم"، أن ما تشهده الساحة الإقليمية من تداخلات وصراعات يعكس بوضوح وجود مشروعين متنافسين يعملان على تحقيق مصالحهما في المنطقة العربية، وهما المشروع الفارسي (الإيراني) والمشروع الإسرائيلي. وأشار إلى أن كلا المشروعين لا يتحرك بمعزل عن الآخر، بل تربطهما مصالح متقاطعة ومتشابكة، رغم التوترات الظاهرة بينهما.
وأوضح الشمري أن جوهر هذين المشروعين يرتكز على تحقيق مصالح على حساب عمق المنطقة العربية، مشدداً على أن الصراع بينهما لا يتجاوز حدوداً معينة، لأنه لا يمكن لأحدهما الاستفراد بالمشهد دون الآخر. وقال: "كل مشروع مرتبط عضوياً بالآخر، ولا يستطيع أيٌ منهما الانفراد بالساحة العربية دون أن تتضرر مصالحه، لذلك يحرصان على إبقاء الصراع ضمن حدود مضبوطة".
وأشار إلى أن استمرار الفراغ العربي في مواجهة هذا التشابك بين المشروعين الإيراني والإسرائيلي هو ما يجعل المنطقة عرضة للهيمنة والتدخلات. وأضاف أن الحل يكمن في إطلاق مشروع عربي جامع، تتبناه الدول العربية الرافضة للهيمنة، ويقوم على بناء الذات وتعزيز السيادة الإقليمية.
وشدد الشمري على أن العرب مؤهلون لقيادة مشروع تكاملي حقيقي، يستند إلى إمكاناتهم السياسية والاقتصادية والثقافية، لكنه يحتاج إلى تكاتف الجهود وتوحيد الرؤية، ضمن إطار استراتيجي يُعبر عن طموحات الشارع العربي ويعيد التوازن الإقليمي.
كما رأى أن الصراع الأخير بين إيران وإسرائيل شكّل جرس إنذار للدول العربية، ودفع نحو ضرورة التفكير الجاد في إنشاء مشروع عربي متماسك، قادر على حماية المصالح العربية في ظل تحولات إقليمية خطيرة.
وختم الشمري بالقول: "لقد بات واضحاً أن المنطقة لا تتحمل مشاريع خارجية متنازعة تعمل على حساب أمن واستقرار الدول العربية، وحان الوقت لبلورة مشروع عربي يواجه التحديات بمقومات واقعية وإرادة سياسية جامعة".