بقلم المحامي نزار الشعار
رغم سنوات من العمل الأمني المكثف الذي نجح في تقليص معدلات الجريمة في العاصمة الأردنية، تعود اليوم ظاهرة الجريمة لتطلّ برأسها من جديد، لكن هذه المرة بشكل أكثر وقاحة… وأكثر خطرًا.
فبعد أن كانت الجرائم محصورة في بعض الأحياء الشعبية على يد أصحاب الأسبقيات المعروفين، أصبحنا نرصد وجهًا جديدًا للجريمة: أبناء المتنفذين وأصحاب رؤوس الأموال في عمان الغربية.
لم يعد القاتل أو المبتز مجرد بلطجي من الشارع، بل شاب مدلل، فاحش الرفاهية، تربّى على “الدلال” لا على الانضباط، وعلى “النفوذ” لا على القانون.
ورغم صرامة قانون منع الجرائم الذي ساهم في ضبط المشهد سابقًا، إلا أن الجريمة اليوم تُرتكب من خلف جدران الفلل، وبمركبات فارهة، وبوسائل إلكترونية متطورة، وبأسلوب أشبه بالمافيا البيضاء.
ما يزيد الأمر سوءًا أن هذه الفئة كانت أولى بالتربية، لكنها فُوّضت للخادمات والسائقين.
النتيجة؟ جيل لا يعرف مسؤولية، ولا يحترم قانونًا، ولا يردعه وازع أخلاقي أو وطني.
اليوم، لم تعد الجريمة عنفًا صاخبًا في زقاق مظلم، بل “ابتزاز ناعم” من داخل مقهى فاخر، أو اعتداء ناعم بلغة السلطة والمال.
لكن الأجهزة الأمنية، كما تؤكد مصادرها، لن تتهاون:
“النفوذ لا يحمي، والعدالة لا تميز، والمجرم سيُحاسب كائنًا من كان”
نعدكم بتفاصيل توضح المشهد لاحقا