القدس المحتلة – أخبار اليوم - صفوت الحنيني
حذر المحلل السياسي الفلسطيني عصمت منصور من أن آليات توزيع المساعدات الإنسانية إلى غزة تثير الكثير من علامات الاستفهام، مشيراً إلى احتمال استخدام هذه المساعدات كغطاء لتهريب مواد سامة تهدد حياة السكان المنهكين أصلاً من الحرب والحصار.
وقال منصور في حديثه لـ«أخبار اليوم» إن المعلومات المتداولة حول تلوث بعض المساعدات أو احتوائها على مواد ضارة صادرة عن جهات رسمية، لكن في ظل غياب أي رقابة أو إشراف دولي موثوق لا يمكن التحقق من مدى صحتها، مما يزيد المخاوف لدى الأهالي.
وأضاف أن ما يجري في غزة يتجاوز حدود الحروب التقليدية، واصفاً المشهد بأنه «جريمة منظمة ومدروسة» تنفذها آلة عسكرية ضد مجتمع أعزل بهدف التدمير الممنهج، والتجويع، ثم التهجير القسري (الترانسفير)، وهو ما يعد جريمة حرب مكتملة الأركان.
وأوضح منصور أن الجريمة المنظمة لا تقتصر على ساحة القتال المباشر، بل تمتد إلى استغلال المساعدات كوسيلة للابتزاز والضغط على السكان في غياب أي جهة دولية تشرف أو تراقب آلية التوزيع أو تتحقق من سلامتها.
وختم حديثه قائلاً: «عشرات الأبرياء يُقتلون يومياً في مصائد الموت، بينما المجتمع الدولي يواصل تهميش معاناة غزة والمنظمات الإنسانية عاجزة أمام آلة التدمير. لذلك لا يمكن استبعاد أي سيناريو مشبوه ما لم يكن هناك رقابة حقيقية ونوايا صادقة لإنقاذ ما تبقى من أهل القطاع»