عمّان - أخبار اليوم - صفوت الحنيني
أكد بدر الماضي، أستاذ العلوم السياسية، في حديث خاص لـ" أخبار اليوم" أن استمرار الحرب على قطاع غزة أصبح يشكّل «النافذة الوحيدة» أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقيادة اليمين المتطرف للبقاء في السلطة، رغم فقدان هذه الحرب لشرعيتها ومبرراتها الإستراتيجية، بحسب التقديرات العسكرية الإسرائيلية وتقارير مراكز الأبحاث الإستراتيجية.
وقال الماضي إن القراءة العسكرية الإسرائيلية، مدعومة بتقييمات دولية، ترى أنه لم يعد هناك أهداف يمكن تحقيقها ميدانيًا في قطاع غزة، «بل إن كل ما كان ممكنًا إنجازه على الأرض قد تم بالفعل خلال العام والنصف الماضيين». ومع ذلك، يصر نتنياهو على المضي قدماً في العمليات العسكرية بدافع شخصي للبقاء في الحكم، ومحاولة إنهاء حركة حماس كليًا، إضافة إلى رغبته في إرسال رسائل سياسية أوسع للمنطقة وللمجتمع الدولي.
وأضاف الماضي أن نتنياهو يسعى من خلال هذه الحرب إلى تثبيت موقعه كزعيم قادر على «تصفية خصوم إسرائيل الإقليميين»، في إشارة إلى ما يروّج له الإعلام الإسرائيلي حول «إنهاء التهديد النووي الإيراني، وإضعاف حزب الله في جنوب لبنان، وتقويض الدعم السوري للمشروع الإيراني». لكن في المقابل، أشار إلى أن الولايات المتحدة تملك الآن ورقة ضغط مهمة على حكومة إسرائيل بعد الضربات الموجهة للبرنامج النووي الإيراني، ما يفتح الباب أمام واشنطن للضغط على تل أبيب بضرورة إنهاء الحرب.
وأشار إلى أن واشنطن، التي باتت مقتنعة بأن الحرب فقدت شرعيتها، ستمارس دورًا كبيرًا في فرض تسوية قد تكون معقّدة وصعبة، وسط مقاومة من اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي لا يهتم بالاستقرار الإقليمي بقدر ما يسعى لفرض أجنداته المتشددة. وأكد أن هذا التوجه يقودنا إلى أسئلة كبرى عن مستقبل «اتفاقيات أبراهام» وإمكانية توسيع دائرة التطبيع، خاصة مع دول عربية مهمة.
وتابع الماضي: «في النهاية، هذا كله يعتمد على الموقف السعودي الذي يشكل حجر الزاوية في هذا الملف. فالسعودية أوضحت أكثر من مرة أن إنهاء الحرب في غزة والتوصل إلى رؤية واضحة لمستقبل الضفة الغربية وحقوق الشعب الفلسطيني هو الشرط الأساسي لأي انفتاح أوسع في العلاقات الإقليمية».
ورأى أن صمود هذا الموقف السعودي سيحدد إلى حد كبير شكل العلاقات الإقليمية في الفترة المقبلة، موضحًا أن المقاومة الوطنية الفلسطينية ستحتاج إلى وقت طويل لإعادة إنتاج نفسها بعد الضربات التي طالت أذرعها المسلحة في غزة والإقليم.
وختم الماضي تصريحه بالتأكيد على أن المنطقة مقبلة على تغيرات مهمة، وأن مفتاحها سيبقى بيد المواقف العربية الحاسمة والضغط الأمريكي، «أما نتنياهو، فهو يناور داخليًا وخارجيًا لكنه لن يستطيع تجاوز حقيقة أن هذه الحرب استنزفت كل مبررات استمرارها».