وزير الزراعة: ما يتعرض له قطاع غزة من استخدام ممنهج للتجويع كأداة حرب انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني
أخبار اليوم - قال وزير الزراعة خالد الحنيفات، إن الغذاء حق إنساني لا يجوز المساس به، وأن ما يتعرض له قطاع غزة من استخدام ممنهج للتجويع كأداة حرب يعدّ انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
وطالب، خلال مشاركته في أعمال القمة الثانية لمتابعة تنفيذ مخرجات قمة النظم الغذائية للأمم المتحدة (UNFSS+4)، والتي تستضيفها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بوقف "هذه الجريمة فورًا وضمان وصول الغذاء والمساعدات الإنسانية بدون قيد أو شرط".
وأكد الوزير أن الأردن سيواصل دوره الإقليمي في دعم الجهود الدولية لبناء نظم غذائية أكثر عدالة واستدامة ومرونة، تعزز الأمن الغذائي والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
واستعرض الوزير خلال الحفل الختامي للقمة، في كلمة الأردن، أبرز رسائل "إعلان عمّان" الصادر في 31 تشرين الأول 2024، مؤكدًا أن "تحول النظم الغذائية والزراعية في المنطقة العربية لم يعد خيارًا، بل ضرورة ملحة لمواجهة تحديات الأمن الغذائي وتحقيق التنمية الشاملة".
ودعا إلى تعزيز التعاون الإقليمي وتطوير نظم الحماية الاجتماعية وتمكين التمويل المبتكر وتوسيع البحث العلمي وبناء الشراكات الفاعلة.
وحضر الكلمة، رئيس إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، ونائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، ووزير الخارجية الإيطالي، وعدد من الوزراء والقادة الدوليين.
* اجتماعات وأنشطة
وشهد اليوم الثاني من القمة؛ سلسلة اجتماعات وأنشطة رفيعة المستوى أبرزت التزام الأردن بتحقيق تحول شامل ومستدام في نظمه الغذائية، وتقديمه نموذجًا رائدًا على المستوى الإقليمي.
وعقد الحنيفات عددًا من الاجتماعات الثنائية مع شركاء إقليميين ودوليين لبحث سبل التعاون في تنفيذ خارطة طريق تحول النظم الغذائية في الأردن، التي أُطلقت رسميًا أواخر عام 2024.
وكان الاجتماع الأول مع ريم النجداوي من اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، حيث ناقش الجانبان آفاق التعاون في دعم تنفيذ خارطة الطريق لتحويل النظم الغذائية الأردنية إلى نظم أكثر استدامة وشمولية وكفاءة، خاصة في مجالات الحوكمة والتشريعات والتمويل المستدام، وتعزيز قدرة الأردن على مواجهة تحديات الأمن الغذائي وتغير المناخ.
وفي الاجتماع الثاني، التقى الوزير بالمدير التنفيذي لمديرية الابتكار والتحول الاقتصادي في أهداف التنمية المستدامة بمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) غونتر بيغر، ومسؤولة قسم التنمية المستدامة والنظم الغذائية في المنظمة رنا الفاخوري، إذ ركّز اللقاء على بحث آليات توسيع نطاق الدعم الفني الذي تقدمه اليونيدو لوزارة الزراعة، من خلال مشاريع تنموية مبتكرة تهدف إلى تعزيز الإنتاج الزراعي، وتوطين التكنولوجيا الحديثة، وتطوير سلاسل القيمة الزراعية.
* فرص الاستثمار الزراعي
وفي جلسة مخصصة لعرض فرص الاستثمار في الدول المشاركة، قدّم الوزير عرضًا تفصيليًا حول التقدم الذي أحرزه الأردن في ملف تحول النظم الغذائية، والفرص الاستثمارية الواعدة في القطاع الزراعي.
واستعرض أبرز عوامل الجذب للاستثمار الزراعي في الأردن، ومنها؛ البيئة التشريعية المحفزة، بما في ذلك الحوافز الضريبية والإعفاءات الجمركية، البنية التحتية المؤهلة للاستثمار، الاستقرار الأمني والسياسي، ضمان حقوق المستثمرين وفق الاتفاقيات الدولية.
كما استعرض الحنيفات إنجازات القطاع الزراعي خلال السنوات الماضية، خاصةً في مجالات الشراكة الناجحة مع القطاع الخاص، التوسع في استخدام التكنولوجيا الزراعية الحديثة، تحسين كفاءة استخدام الموارد المائية، تحقيق نسب مرتفعة من الاكتفاء الذاتي في عدد من المنتجات الغذائية.
وأشار الوزير إلى عدد من الفرص الاستثمارية ذات الأولوية، والتي تشمل الزراعة العمودية الرقمية، زراعة البنجر السكري وإنتاج السكر محليًا، صناعة رب البندورة، إنشاء مراكز متقدمة للفرز والتعبئة والتدريج، وإنتاج بذور الخضراوات ذات الجودة العالية
وفي ختام الجلسة أجاب الوزير على أسئلة المستثمرين وممثلي الشركات، مؤكدًا انفتاح القطاع الزراعي الأردني أمام الشراكات الجادة والابتكار في الاستثمار، في إطار من الشفافية والدعم الحكومي المستمر.