(أخبار اليوم – سارة الرفاعي)
قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبوزيد إن سقوط مدينة الفاشر في السودان شكّل نقطة فاصلة في مسار العمليات العسكرية، نظرًا لأهميتها الاستراتيجية كونها العاصمة الرئيسية في غرب السودان والغنية بالمعادن والثروات الطبيعية، مشيرًا إلى أن هذه التطورات قد تعيد الأزمة السودانية إلى طاولة الحلول الدبلوماسية العربية.
وأوضح أبوزيد أن سيطرة ميليشيات الدعم السريع على الفاشر تعني تثبيت خطوط تماس جديدة بين الجيش السوداني من جهة، وميليشيات الدعم السريع من جهة أخرى، حيث باتت الأخيرة مستقرة في مناطق الغرب، فيما يتركز وجود الجيش السوداني في الشرق، مع بقاء منطقة كردفان محل نزاع عسكري محتمل.
وأضاف أن هذا التحول الجغرافي والعسكري أعاد الزخم للمبادرات السياسية، خصوصًا تلك المدعومة من مصر وعدد من الدول العربية، التي بدأت تدفع باتجاه حل دبلوماسي يجنّب السودان المزيد من الانقسام. وأشار إلى أن جامعة الدول العربية ما تزال بعيدة عن المشهد الميداني، وأن غيابها عن الفعل العملي جعل المبادرات تقتصر على التصريحات دون أثر ملموس، معربًا عن اعتقاده بأن السودان لن يبقى طويلًا خارج الإطار العربي الرسمي.
وبيّن أبوزيد أن السيناريو الأخطر في المشهد السوداني يتمثل في احتمال تقسيم السودان إلى شرقٍ وغرب، بحيث تسيطر ميليشيات الدعم السريع على إقليم دارفور والمناطق الغربية، بينما يحتفظ الجيش السوداني بسيطرته على الشرق، وهو ما يهدد وحدة البلاد بشكل مباشر.
وفي ما يتعلق بالانتهاكات التي شهدتها الفاشر، أكد أبوزيد أن الجرائم التي ارتكبتها ميليشيات الدعم السريع بحق المدنيين قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، خاصة أن المدينة كانت تُعتبر مؤيدة للجيش السوداني منذ بداية الصراع.
واختتم أبوزيد حديثه بالقول إن الخيار الدبلوماسي بات أقرب من العسكري خلال المرحلة المقبلة، مؤكدًا أن الأيام القادمة ستشهد تصاعدًا في الحراك السياسي العربي والدولي لإعادة السودان إلى مسار التهدئة والحوار، بعد أن أظهرت المعارك الأخيرة حجم الكلفة الإنسانية والسياسية للصراع المستمر.