أخبار اليوم - يشهد قطاع المياه في محافظة الطفيلة جهودا مكثفة لمعالجة تحديات الفاقد المائي، لا سيّما مشروع استبدال واسع لعدادات المياه القديمة بأخرى حديثة، التي نفذته إدارة عقد مياه الطفيلة لتحسين دقة قياس الاستهلاك، وتقليل الهدر، وضمان توزيع عادل للموارد المائية، وذلك في إطار استراتيجية وطنية تهدف إلى خفض نسبة الفاقد المائي، ودعم المناطق التي تعاني نقص التزويد، مما يساعد في مواجهة التحديات البيئية وتلبية احتياجات المواطنين بكفاءة أعلى.

واستبدلت إدارة عقد مياه الطفيلة نحو 15500 عداد مياه قديم بعدادات جديدة من أصل 21 ألف عداد موزعة على مختلف مناطق المحافظة، وفق عملية نفذت بواسطة فرق فنية متخصصة من خلال عطاءات رسمية، حيث تم استبدال العدادات القديمة وتركيب الجديدة دون تحميل المواطنين أي كلف مالية، مع توثيق القراءات السابقة لضمان دقة الفواتير المستقبلية.

ويأتي هذا المشروع ضمن جهود شركة مياه العقبة لمواجهة تحديات الفاقد المائي الذي يصل في الأردن إلى نحو 46.9 بالمئة من إجمالي المياه المنتجة حسب تقارير رسمية لعام 2024، في حين انخفض في الطفيلة من 64.3 بالمئة إلى 46.9 بالمئة خلال السنوات الأخيرة بفضل إجراءات فنية وإدارية.

ويسبب هذا الفاقد خسائر تصل إلى ملايين الأمتار المكعبة سنويا نتيجة التسربات والاعتداءات والأعطال الفنية غير المسجلة، حيث تستهدف الاستراتيجية الوطنية للمياه خفضه إلى 25 بالمئة بحلول عام 2040 من خلال مشاريع مثل تأهيل الشبكات وتحديث العدادات في محافظات بما فيها الطفيلة.

ويعكس استبدال العدادات في الطفيلة نتائج إيجابية على المواطنين من خلال تقليل الهدر، حيث يوفر كميات إضافية من المياه تصل إلى ثلاثة ملايين متر مكعب في بعض التقديرات، فيما يسمح بإعادة توزيعها على مناطق تعاني نقص التزويد مثل بصيرا وعيمة، ويضمن قياس دقيق للاستهلاك مما يقلل الأخطاء في الفواتير ويرفع كفاءة الخدمة.

وتظهر بيانات وزارة المياه أن مثل هذه المشاريع ساهمت في خفض الفاقد بنسبة 6.7 بالمئة خلال الفترة الماضية متجاوزة الهدف السنوي البالغ 2 بالمئة، مؤديا ذلك إلى توفير موارد مائية أكبر لأكثر من 212 ألف مشترك في مناطق مشابهة، ويحسن الوصول إلى المياه في ظل تحديات التغير المناخي الذي يقلل من هطول الأمطار ويزيد فترات الجفاف.

ويرى أحمد المزايدة أن العدادات الجديدة ضرورية لمواجهة نقص المياه الناتج عن الفاقد، حيث يعتمد على خزانات منزلية لتخزين المياه في فترات الجفاف، مؤكدا على أن تحديث العدادات يقلل الخسائر من التسربات ويضمن توزيعا عادلا، وذاكرا تجربته في منطقة بصيرا حيث انخفضت فواتيره بعد الاستبدال بفضل القراءات الدقيقة، ومطالبا بتوسيع المشروع ليشمل جميع المناطق في المحافظة.

وعبر أحمد الخصبة عن أهمية العدادات الجديدة في الحفاظ على موارد المياه، حيث يحتاج رأس الماشية الواحد إلى 5 لتر يوميا، ويواجه صعوبات في جلب المياه بالدواب بسبب الانحباس المطري، ويؤكد أن الاستبدال يقلل الهدر ويوفر كميات إضافية للزراعة والحيوانات، ويشير إلى تجربته مع مشاريع الحصاد المائي التي غيرت واقع أرضه بسعة 30 مترا مكعبا، وسط مطالبته بتعزيز الجهود لمواجهة التغير المناخي الذي يقلل إنتاج الزيتون.

ويؤكد المهندس ربيع العمايرة، مدير إدارة عقد مياه الطفيلة، أن نسبة الإنجاز في مشروع استبدال العدادات بلغت 74 بالمئة، حيث جرى تبديل العدادات للمشتركين وفقا للكشوفات المعتمدة، وجاء الاستبدال نتيجة انتهاء العمر التشغيلي للعدادات القديمة لضمان دقة قياس الاستهلاك إلى جانب تخفيض الفاقد المائي.

ويتابع العمايرة؛ أن العدادات الحديثة ستحد من الهدر وتوفر كميات إضافية من المياه يمكن إعادة توزيعها على المناطق التي تعاني نقص التزويد، وتتمتع بالمواصفات ذاتها المعتمدة في العدادات السابقة مما يقلل الأخطاء المحتملة.

المصدر: الرأي