ياسمين مراد: الجامعات للعلم لا للعنف .. والانتماء الحقيقي أن نقف مع الحق لا مع المخطئ

mainThumb
ياسمين مراد: الجامعات للعلم لا للعنف.. والانتماء الحقيقي أن نقف مع الحق لا مع المخطئ

19-10-2025 06:26 PM

printIcon

(أخبار اليوم – تالا الفقيه)

قالت الدكتورة المهندسة ياسمين مراد إن الجامعات وُجدت لتكون بيوتًا للعلم والتميّز، لكنّ ما يُؤسَف له هو تكرار المشاجرات الطلابية وانتشار مقاطع وصور لا تشبه بيئتنا الجامعية ولا طلابنا، مشيرة إلى أن تلك المشاهد المؤسفة تدفع الجميع للتساؤل: لماذا وصلنا إلى هذا الحد؟ ولماذا يختار بعض الطلبة العنف بدل الحوار؟

وأوضحت مراد في حديثها لـ"أخبار اليوم" أن العنف الجامعي ليس له سبب واحد، بل هو نتيجة مجموعة من العوامل المتشابكة، منها ضعف الوعي، وغياب ثقافة احترام الرأي الآخر، والتنشئة على مفاهيم خاطئة تُساوي القوة بالحق، وتعتبر التراجع عن الخطأ ضعفًا لا شجاعة.

وأضافت أن أصابع الاتهام تتجه أحيانًا نحو العشيرة أو الجامعة أو حتى أعضاء الهيئة التدريسية، لكن الحقيقة ـ كما قالت ـ أن المشكلة أعمق من ذلك، فهي ناتجة عن خلل مجتمعي في التربية والانتماء.

وبيّنت أن الانتماء الحقيقي لا يعني تبرير الخطأ أو الدفاع عن شخص لمجرد أنه قريب أو صديق، بل أن نقف مع الحق ونُصلح الخطأ حتى لو كان فاعله من أقرب الناس إلينا. وأكدت أن العشائر الأردنية كانت وما زالت وستبقى رمزًا للكرامة والنخوة والأصالة، لكن بعض السلوكيات الفردية تُسيء دون قصد حين يُستغل اسم العشيرة لتبرير الخطأ أو الدفاع عن العنف.

كما تطرّقت مراد إلى مسألة الواسطة التي وصفتها بأنها من أخطر ما يهدد العدالة في الجامعات، موضحة أن "الواسطة تُشعر البعض أنهم فوق القانون، وكأن الجامعة ملك خاص لهم، فيتصرّفون بلا خوف من المحاسبة"، مؤكدة أن هذا التفكير يزرع الظلم ويقوّض مبدأ العدالة بين الطلبة.

وشدّدت على أن القانون يجب أن يكون فوق الجميع، وأن يُطبَّق على الجميع دون استثناء، لأن الجامعة يجب أن تبقى بيتًا للعلم لا للعنف، والاختلاف فيها أمر طبيعي، لكن يجب أن يكون باحترام وعقلانية، لإثبات أن الجيل الجديد واعٍ وناضج ومسؤول.

ودعت مراد إلى توسيع برامج التوعية لتشمل الطلبة وأولياء الأمور، وتفعيل دورات تدريبية حول الحوار واحترام القانون، مؤكدة أن من يتوسط للمخطئ يسيء إلى العدالة أكثر من الخطأ نفسه.

وختمت حديثها بالاستشهاد بكلمات جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم: “لا أحد فوق القانون، والقانون فوق الجميع.”

مؤكدة أن على الجيل الجديد أن يترجم هذه الكلمات إلى أفعالٍ تحفظ الوطن والجامعة، وتُثبت أن الوعي أقوى من العنف، وأن الأخلاق أعظم سلاح.