أبو زيد: خبر صبّ الخرسانة في الأنفاق يهدف لتبريد الخلاف داخل اليمين الإسرائيلي وليس عملية حقيقية

mainThumb
أبو زيد: خبر صبّ الخرسانة في الأنفاق يهدف لتبريد الخلاف داخل اليمين الإسرائيلي وليس عملية حقيقية

05-11-2025 06:17 PM

printIcon

(أخبار اليوم – ساره الرفاعي)

قال المحلل العسكري نضال أبو زيد إن الخبر الذي نشرته صحيفة معاريف حول قيام جيش الاحـتـ.ـلا ل بصبّ الخرسانة داخل أحد الأنفاق في غزّة، والذي زعمت أنه كان يحتوي على 200 عنصر من المقاومة، ليس خبراً ذا مصداقية ميدانية، بل يحمل أبعادًا سياسية تتعلق بالخلافات داخل معسكر اليمين الإسرائيلي.

وأوضح أبو زيد أن صحيفة معاريف معروفة بقربها من المطبخ السياسي اليميني في "إسرائيل"، وأن نشرها لهذا الخبر يأتي في سياق محاولة تهدئة التوتر الإعلامي والسياسي بين شخصيات يمينية متشددة مثل بن غفير وسموتريتش من جهة، ونتنياهو من جهة أخرى، خاصة بعد تصاعد الهجوم عليه ووصفه بـ"الغبي" على خلفية بعض قراراته العسكرية.

وأضاف أن من غير المنطقي وجود 200 عنصر من المقاومة في نفق واحد، لأن المقاومة – خلال العامين الماضيين من العمليات – لم تعتمد هذا النمط من التمركز، بل تعمل وفق أسلوب الشبكات المتصلة تحت الأرض. وأشار إلى أن جيش الاحـتـ.ـلا ل سبق أن استخدم تكتيك صب الخرسانة في أحد الأنفاق في الشهر الرابع من الحرب لكنه فشل تمامًا بسبب طبيعة الأنفاق المتشابكة وامتلاك المقاومة معرفة دقيقة بمساراتها ومخارجها.

وبيّن أبو زيد أن هذه الرواية تهدف في جوهرها إلى صرف الأنظار عن الإخفاقات العسكرية ومحاولة تظهير الجيش بمظهر الفاعلية الميدانية، في وقتٍ تزداد فيه الانتقادات لنتنياهو من داخل معسكره السياسي.

وتابع قائلاً إن هذا الخبر يتزامن أيضًا مع تحركات أمريكية مريبة في مجلس الأمن، بعد أن قدّمت واشنطن مشروع قرار لتشكيل قوة دولية تحت مسمّى ISAF (القوة الدولية لفرض السلام)، في خطوة وصفها أبو زيد بأنها مقلقة وخطيرة.

وأضاف أن هذا التوجّه الأمريكي يُذكّر بتجربة أفغانستان عام 2001، حيث دخلت القوة الدولية آنذاك من "البوابة الإنسانية" تحت ذريعة المساعدات، ثم تحوّلت عام 2006 إلى قوة قتالية مارست أعمالًا عسكرية عنيفة.

وحذّر أبو زيد من أن السيناريو ذاته قد يُعاد في قطاع غزّة، حيث يُراد لهذه القوة أن تدخل بدايةً بغطاء إنساني لتكون مقبولة دوليًا، ثم تتحول لاحقًا إلى قوة عسكرية هدفها نزع سلاح المقاومة وإعادة دمجها في المجتمع المدني تحت ما يُعرف عسكريًا بـ(D.D.R.I).

وختم بالقول إن "المطلوب اليوم التعامل بحذر بالغ مع الطروحات الأمريكية، وعدم الانجرار وراء شعارات السلام الإنساني التي قد تُخفي وراءها ترتيبات لفرض واقع جديد على غزة بالقوة."