أخبار اليوم – ساره الرفاعي - قالت الدكتورة ماس النسور من قسم طب الطوارئ في مستشفى الجامعة الأردنية إن قسم الطوارئ هو المكان الذي تُقاس فيه الثواني بالذهب، ويتحوّل فيه الهدوء إلى إنعاش في لحظات، مؤكدة أن العمل في هذا القسم «يتطلب ذكاءً وسرعةً واتزانًا عاطفيًا، لأن قرارًا واحدًا قد يُنقذ حياة إنسان».
وأضافت: «في الطوارئ كل شيء يحدث بسرعة. مريض بألم صدر، طفل بحرارة مرتفعة، وحادث سير في اللحظة نفسها. على الطبيب أن يقرر فوراً من يدخل أولاً، من يحتاج إنعاشاً، ومن يمكنه الانتظار. هذا التخصص يحتاج إلى عقلٍ باردٍ، وقلبٍ ثابت، وأيدٍ تتحرك بثقة تحت ضغط لا يُتصور».
وبيّنت النسور أن أجمل اللحظات الإنسانية في هذا القسم هي عندما يعود مريض كان بين الحياة والموت إلى التنفس من جديد، مؤكدة أن رؤية الامتنان في عيون أهله هي «أصدق شعورٍ يمكن للطبيب أن يعيشه».
وشددت على أن قسم الطوارئ ليس مكاناً للحالات البسيطة أو المزمنة، قائلة: «إذا كان لديك صداع بسيط، أو نزلة برد، أو ألم يمكن معالجته في البيت أو العيادة، فهذا ليس مكانه الطوارئ. لأن مراجعاً واحداً لعارض بسيط قد يأخذ وقتاً ومكاناً من مريض آخر يحتاج إلى إنقاذ فوري.»
ودعت النسور المواطنين إلى الوعي الصحي والمسؤولية المجتمعية، معتبرة أن وعي الناس هو شريك أساسي في نجاح عمل الأطباء قائلة:
> «الطبيب في الطوارئ يقضي يومه لإنقاذ الأرواح. فلنكن شركاءه بالوعي، لا عبئاً إضافياً عليه. مراجعة الطوارئ يجب أن تكون للحالات الطارئة فقط، لأن كل دقيقة هناك قد تُنقذ حياة.»
وختمت حديثها بتمنياتها بالسلامة لكل أبناء الشعب الأردني، مؤكدة أن “الوعي قبل العلاج هو الخطوة الأولى نحو مجتمعٍ صحيٍ واعٍ ومسؤول.”