بني مصطفى: الصمت العقابي شكل من أشكال الإقصاء العاطفي ويُنشّط مراكز الألم في الدماغ

mainThumb
بني مصطفى: الصمت العقابي شكل من أشكال الإقصاء العاطفي ويُنشّط مراكز الألم في الدماغ

24-11-2025 10:36 AM

printIcon

أخبار اليوم – سارة الرفاعي


قالت الدكتورة مرام بني مصطفى، الاستشارية النفسية والتربوية، إن ما يُعرف بـ"الصمت العقابي" يُعد سلوكًا عدوانيًا سلبيًا يتمثل في امتناع أحد أطراف العلاقة عن الكلام أو التفاعل بهدف عقاب الطرف الآخر، أو السيطرة عليه، أو ممارسة ضغط عاطفي مباشر.

وأوضحت بني مصطفى أن هذا السلوك يُعرف في علم النفس بوصفه نوعًا من الإقصاء العاطفي أو التجاهل، مؤكدة أن الدراسات أثبتت أنه يقع ضمن الإقصاء الاجتماعي الذي ينشّط المناطق المسؤولة عن الألم في الدماغ، ما يجعله أكثر تأثيرًا من الانتقاد أو الهجوم اللفظي.

وبيّنت أن تأثير الصمت العقابي على الصحة النفسية قد يشمل الشعور بالرفض وفقدان الأمان العاطفي، وانخفاض الثقة بالنفس وتراجع تقدير الذات، وارتفاع مستويات القلق، إضافة إلى اضطرابات في التواصل وتفاقم الخلافات سواء داخل الأسرة أو بيئة العمل أو العلاقات الاجتماعية.

وأكدت أن هذا السلوك يُهدد الاحتياجات الإنسانية الأساسية مثل الانتماء والقيمة الذاتية والسيطرة والتواصل، ما يجعله أحد أكثر أنماط الإساءة العاطفية تأثيرًا على العلاقات.

وفي ما يتعلق بآليات التعامل معه، أشارت بني مصطفى إلى ضرورة التمييز بين الصمت بهدف تهدئة النفس وهو سلوك صحي، وبين الصمت المقصود للإيذاء أو الضغط، مؤكدة أهمية الاتفاق بين الشريكين أو أطراف العلاقة على قواعد واضحة للحوار والوقت المخصص للتهدئة.

ودعت إلى استخدام عبارات تواصل واضحة وحازمة مثل: "أريد أن نتحدث عندما أكون مستعدًا"، أو "تجاهلك يجعلني أشعر بالأذى وأريد حل المشكلة بالحوار"، إلى جانب وضع حدود واضحة ترفض السلوك وليس الشخص نفسه، وتعزيز مهارات التواصل القائم على الاستماع والفهم والتعبير عن المشاعر دون لوم أو نقد أو تهديد.

وختمت بني مصطفى بالقول إن بعض الحالات قد تتطلب تدخلًا متخصصًا من خلال الإرشاد النفسي أو الزواجي أو الأسري لضمان إعادة بناء التواصل على أسس صحية ودائمة.