المفقودون في غزَّة .. جرح مفتوح لا تداويه الأيَّام

mainThumb
المفقودون في غزَّة... جرح مفتوح لا تداويه الأيَّام

22-11-2025 11:14 AM

printIcon

أخبار اليوم - داخل مجمع ناصر الطبي جنوب قطاع غزة، جاءت الأم أم صالح عاشور مبكرًا للمشاركة في وقفة لأهالي مفقودي حرب غزة للكشف عن مصير أبنائهم، في محاولة منها لإيصال صوتها من أجل الحصول على أي معلومة حول ابنها هل هو شهيد أم أسير لدى جيش الاحتلال.

ورغم مرور أكثر من شهر على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لا تزال عاشور الآلاف م العائلات تعيش على وقع الانتظار القاتل لمعرفة مصير أبنائها المفقودين.

وخلفت حرب الإبادة الجامعية عشرات آلاف الشهداء والجرحى، لكن الغصة الأشد مرارة تعيشها عائلات لم تجد لأبنائها أثراً؛ لا في قوائم الشهداء، ولا في سجلات الأسرى، ولا بين ركام المنازل.

في كل مكان تعلق عاشور صورة ابنها علي بحثًا عن أحد يعرف ما حدث معه أو قد يكون شاهده، خاصة مع ومع غياب أي نظام واضح للتوثيق أو البحث، عن من أصبح مصيرهم معلقًا.

ولا تمتلك وزارة الصحة والدفاع المدني في غزة إحصاءً دقيقًا بأعداد المفقودين، خاصة في ظل تعذر الوصول إلى مناطق مدمرة بالكامل أو عالقة تحت سيطرة الاحتلال، كما ولم تصدر سلطات الاحتلال أي بيانات توضح هويات الشهداء الذين تم تسليمهم.

ويبلغ عدد المفقودين من حرب الإبادة بالآلاف، وسلمت قوات الاحتلال منذ اتفاق وقف إطلاق النار بغزة جثامين 330 جثمان شهيد، لم يتم التعرف سوى على 97 منهم، بسبب اختفاء ملامحهم من شدة التعذيب والحرق.

ونظم أهالي المفقودين في سجون الاحتلال الإسرائيلي وقفة احتجاجية أمام مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس، الأربعاء، مطالبين بالكشف عن مصير أبنائهم المعتقلين.

ودعا الأهالي خلال الوقفة إلى تحرك محلي ودولي للضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل تقديم معلومات عن أماكن احتجاز ذويهم وظروفهم الصحية.

تطالب عاشور في حديثه لصحيفة "فلسطين" بفتح تحقيقات جدية، وتشكيل لجنة وطنية لتتبع مصير ذويهم، مع إشراك المنظمات الحقوقية والدولية في عمليات التوثيق والبحث، معتبرًا صمت المجتمع الدولي يزيد من معاناتهم.

وتقول عاشور: "يجب على الجميع التحرك من أجل إنهاء ملف المفقودين وبشكل عاجل للبحث والتوثيق ومحاسبة الاحتلال، حتى لا يبقى مصير مئات العائلات مجهولاً إلى الأبد".

وبجانب عاشور أيضا يقف الخمسيني أحمد عودة وسط الوقفة يحمل صورة ابنها محمد الذي فقد في بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولم تعرف أي بيانات عنه.

يقول عودة في حديثه لصحيفة "فلسطين": "لا أترك جهة حقوقية أو رسمية إلا وقد أرسلت لهم بيانات وصور ابني، وقد علقت أيضا صورهم في المستشفيات والأماكن العامة على أمل الحصول على أي معلومات حوله ولكن لا يوجد أي شيء".

ويوضح أنه خلال الأيام الماضية جاء إلى مجمع ناصر الطبي بشكل يومي حين وصل جثامين الشهداء من الداخل المحتل ولكنه لم ينجح بالتعرف على ابنه لعدم وجود ملامح واضحة للشهداء أو بيانات من قبل الاحتلال.



المصدر / فلسطين أون لاين