أخبار اليوم – سارة الرفاعي
قال الدكتور عساف الشوبكي في منشور له إن رحيل جمال حديثه الخريشا ترك فراغًا إنسانيًا لا يُردم بسهولة، وإن أثره الإنساني والوطني بقي حاضرًا في ذاكرة كل من عرفه أو تعامل معه.
وكتب الشوبكي:
"لماذا يعز علينا فراقهم ونتأثر ونحزن لرحيلهم؟
التقيته مراتٍ كثيرة، وكان كما عهدته في كل مرة: إنسانًا ودودًا، صاحب مشاعر رقيقة، وشخصية آسرة. كان متواضعًا رزينًا حكيمًا، ينتقي كلماته بعناية، نقيًا كنقاء البادية، صافـي الذهن، متقد النشاط، محبًا للجميع، وطنيًا فوق العادة.
كان شيخًا عشائريًا حقيقيًا لا يعرف سوى الصدق والرجولة والشهامة واحترام الآخرين، دمث الأخلاق، يمشي في حاجات ربعه وعشيرته وكل قبيلته، بل وكل مواطن قصده طالبًا مساعدة. وكان قائدًا عسكريًا ناجحًا وصلبًا، ثم نائبًا صادقًا مع قواعده الانتخابية، ثم عينًا ووزيرًا لم يتلوث بفساد، ورعًا لا يمد يده إلى المال العام.
وفي يوم الجمعة المبارك، غادر إلى رحمة الله الواسعة، قامة وطنية سامقة بقيت ثابتة مستقيمة حتى اللحظة الأخيرة، عن عمر ناهز الثامنة والثمانين عامًا. ساعد الكثيرين: طلابًا، ومحتاجين، وباحثين عن فرصة عمل، وفقراء. ومن مسجده وفي المقبرة المجاورة ودّعه أهله وربعُه وكل من أحبّه من مختلف محافظات الوطن."
وختم الشوبكي منشوره بقوله:
"رحم الله الإنسان الفاضل جمال حديثه الخريشا."