(أخبار اليوم – تالا الفقيه)
قالت أخصائية الصحة النفسية ومدرّبة جودة الحياة آلاء ظاهر إن الإصابة بنزلات البرد أو الإنفلونزا أو أي حالة مرضية جسدية تترافق مع وجع وحرارة قد تنعكس بشكل مباشر على الحالة النفسية والمزاج العام، مؤكدة أن ذلك أمر طبيعي ولا يقتصر تأثيره على الجسد فقط. وأوضحت أن الجهاز المناعي أثناء المرض يبدأ بإفراز مواد كيميائية ترسل إشارات مباشرة إلى الدماغ، ما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الإرهاق، فقدان الشهية، القلق، وانخفاض المزاج بشكل مؤقت.
وبيّنت ظاهر أن هذه التغيرات تُعد استجابة بيولوجية تكيفية طبيعية يطلب فيها الجسد من الإنسان التوقف مؤقتًا عن الضغوط والأعمال المعقدة ومنح نفسه مساحة للراحة، مؤكدة أن الشعور بالكسل أو الانخفاض النفسي أثناء المرض لا يدل على فشل أو اكتئاب أو ضعف نفسي.
وأضافت أن الالتزام بروتين بسيط خلال فترة المرض يساهم في تحسين الحالة النفسية، مثل شرب السوائل الدافئة صباحًا، ممارسة التنفس البطيء يوميًا، وأخذ قيلولة قصيرة عند الحاجة دون تردد، إلى جانب أهمية التواصل الآمن مع شخص مقرّب لما لذلك من دور في تخفيف القلق والشعور بالوحدة.
وشددت ظاهر على ضرورة مراقبة الأفكار وعدم تضخيم الأعراض أو التنبؤ بالأسوأ، داعية إلى التعامل المنطقي مع الأفكار السلبية من خلال سؤال النفس عن الدليل الحقيقي عليها بدل الانجراف خلف التخمين.
وأكدت أهمية طلب مساعدة نفسية متخصصة في حال استمرار الأعراض النفسية مثل الحزن الشديد، اضطرابات النوم، الأفكار الانتحارية، أو التدهور في الأداء النفسي لأسابيع بعد التعافي الجسدي، مشيرة إلى ضرورة عدم الخلط بين المرض الحاد والتدهور النفسي المستمر، ومشددة على أن العناية أثناء المرض يجب أن تكون مزدوجة تشمل الجسد والعقل معًا.