(أخبار اليوم – سارة الرفاعي)
أكدت روان الحجايا، ناشطة شبابية، أن تهميش الفتيات ما يزال من أخطر القضايا الاجتماعية التي تعاني منها مجتمعاتنا، رغم ما يظهر من تقدم في مجالات التعليم وحقوق الإنسان، معتبرة أن هذا التهميش يمثل جرحًا صامتًا في جسد الإنسانية، تتوارثه الأفكار والعادات الاجتماعية التي تقلل من شأن الفتاة وتحد من دورها في الحياة العامة.
وأوضحت الحجايا أن الفتيات لا يُهمَّشن بسبب ضعف في القدرات أو الكفاءة، وإنما نتيجة مفاهيم موروثة تفرض عليهن أدوارًا محددة ومسارات لا تنسجم مع طموحاتهن وأحلامهن، مشيرة إلى أن التهميش يبدأ في سن مبكرة، حين تُحرم الفتاة من حقها في التعبير عن رأيها أو اتخاذ قرارات تتعلق بحياتها، ويُنظر إلى اختياراتها بوصفها أمرًا ثانويًا.
وبيّنت أن التعليم يُعد من أبرز مجالات التهميش، حيث ما تزال بعض المجتمعات تنظر إلى تعليم الفتاة على أنه أقل أهمية مقارنة بتعليم الذكور، ما يؤدي إلى حرمانها من فرص تعليمية قادرة على تغيير مستقبلها والمساهمة في نهضة المجتمع بأكمله. وأضافت أن هذا النهج لا يقتصر أثره على الفتاة وحدها، بل ينعكس سلبًا على مسار التنمية الشاملة.
وأشارت الحجايا إلى أن التهميش يمتد أيضًا إلى سوق العمل، حيث تواجه الفتيات صعوبات في الحصول على فرص متكافئة، إلى جانب التمييز في الأجور والتقليل من الثقة بقدراتهن القيادية، لافتة إلى أن الضغوط الاجتماعية تدفع كثيرًا من الفتيات إلى الصمت وتمنعهن من الدفاع عن حقوقهن أو المطالبة بالمساواة.
وأكدت أن تهميش الفتاة لا يضرها وحدها، بل يُلحق أذى بالمجتمع بأسره، موضحة أن أي مجتمع يقصي نصف طاقاته يحكم على نفسه بالتراجع، في حين أن تمكين الفتيات ومنحهن الثقة والعلم والفرص العادلة يسهم في بناء أجيال أكثر وعيًا وعدلًا، ويعزز مسارات التنمية والاستقرار الاجتماعي.
وختمت الحجايا بالتأكيد على أن مواجهة تهميش الفتيات تتطلب وعيًا مجتمعيًا حقيقيًا يبدأ من الأسرة، ويمر بالمدرسة، وينتهي بالتشريعات والقوانين العادلة، مشددة على أن حقوق الفتيات ليست منّة أو امتيازًا، بل حق أصيل، وأن الاستثمار في الفتيات هو استثمار في مستقبل أكثر إنصافًا وإنسانية.