(أخبار اليوم – ساره الرفاعي)
قالت المعلّق الصوتي روان ارشيد إن الاستخدام اليومي للهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي بات جزءًا مؤثرًا في حياة الأطفال، محذّرة من التعامل مع هذه الأدوات بوصفها وسيلة تهدئة عابرة، في حين أنها تُشكّل أنماط تفكير وسلوك قد تمتد آثارها لسنوات طويلة.
وأوضحت ارشيد أن لجوء بعض الأهالي إلى منح الطفل الهاتف لإيقاف الحركة أو الصراخ يحقق هدوءًا لحظيًا، إلا أنه يفتح في المقابل مسارًا خفيًا داخل عقل الطفل، قد يكون بنّاءً أو مضرًا وفقًا لطريقة الاستخدام والتوجيه، مؤكدة أن الهاتف لم يعد لعبة، بل أداة مؤثرة تتطلب وعيًا تربويًا في التعامل معها.
وبيّنت أن الوسائط الرقمية أصبحت مصدرًا سريعًا للأفكار والصور والمقاطع المصورة التي تصل إلى الأطفال خلال ثوانٍ، ما يجعل التقليد الأعمى أكثر انتشارًا، خصوصًا في غياب المتابعة الأسرية، مشددة على أن منح الطفل الهاتف بدافع الحب لا يُغني عن دور التوجيه والحوار.
وأكدت ارشيد أن الهدف التربوي لا يكمن في المنع أو التخويف، وإنما في تعليم الطفل كيفية الاستخدام الصحيح، ليكون قادرًا على التمييز بين ما يناسب عمره وما يتجاوزه، وعلى فهم ما يراه بدل استهلاكه بصمت، لافتة إلى أن الأطفال يدركون ويفهمون أكثر مما يظنه الكبار.
وأشارت إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تتحول إلى أداة إيجابية إذا أُحسن توظيفها، من خلال محتوى تعليمي ممتع يسهم في تعلم اللغات والعلوم، ويُنمّي الإبداع، ويفتح آفاق الاطلاع على ثقافات وتجارب مختلفة، إضافة إلى تعزيز مفهوم المسؤولية الرقمية لدى الطفل.
وحذّرت ارشيد من خطورة ترك الطفل يستخدم التكنولوجيا بمفرده، خصوصًا عند تعرضه لمحتوى لا يتناسب مع عمره أو قدرته على الفهم، مؤكدة أن وجود الأهل يشكل عنصر أمان نفسي وفكري، ويحول دون تشكل أفكار مشوشة أو خاطئة.
وختمت ارشيد بالتأكيد على أن الوسائط الرقمية ليست صديقًا ولا عدوًا، بل مساحة يمكن أن تُبنى فيها عقول الأطفال أو تُفقد، مشيرة إلى أن المراقبة الواعية والحوار المستمر هما الفاصل الحقيقي بين أن تكون التكنولوجيا أداة نمو أو سببًا في تشتيت التفكير، داعية إلى اعتماد التوجيه الذكي بدل المنع المطلق.