تفسير الحديث "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"

mainThumb

11-02-2023 12:41 PM

printIcon

حديث المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ,حديث صحيح أخرجه أبو داوود (4833) كذلك أحمد (8398) والترمذي (2378). 

إن الصاحب هو الذي تطمئن إليه فتطلعه على جميع أسرارك. وهو مرآة لك ويريك ما يراه الناس فيك إن كان صادقاً أما إذا كان صاحب سوء فسوف يظل يكذب عليك ويقوم بدور الشيطان حتى يوقعك في فخ المعصية.

هنا يحذر الله ورسوله من الصاحب لأنه ساحب لصاحبه. وسيكون محور حديثنا اليوم عن صحة حديث المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. وما إذا كانت حقا عن الرسول أم بسند ضعيف لا يجوز الاعتماد عليه .. هذا ما سوف نعرفه بالتفصيل في فقرات المقال القادمة.

المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل صحة الحديث

إن حديث المرء على دين خليله يحث الصاحب على التأمل في هيئة صاحبه. هل حقاً هذا الشخص جدير بثقتي فيه وملازمتي له أم الضلال سيكون أساس هذه العلاقة؟ 

كما أنه يحثك أيضاً على إقتناء الاصدقاء الأخيار وعدم التفريط فيهم، وينص على التالي:

وهذا الحديث صحيح وأخرجه أبو داوود (4833) كذلك أحمد (8398) والترمذي (2378). ويوضح جانب واحد من جوانب كثيرة تحدث عنها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في ظل حرصه على تنشئة المسلم نشأة قوية سليمة يرضاها الله ورسوله.

فيحاول من خلال هذا الحديث الحث على التواد والتواصل بين المسلمين. ويوجهنا من خلاله إلى سلامة النفس والبيت من خلال اختيار الصديق السوي نفسياً وخلقاً. لأنه سوف يؤثر بشكل بالغ علينا حتى أن تصرفاتنا وسلوكنا سيصبحان متماثلان.
المرء على دين خليله متى يقال هذا المثل
في بداية الأمر يجدر الإشارة إلى أن “المرء على دين خليله” ليس مثلاً شعبياً، بل هو حديث صحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

ومن ضمن فوائده أنه يشير إلى أهمية انتقاء الأصدقاء وحسن اختيارهم. ذلك لأن الصاحب ساحب وقبل اختيار الصديق يجب التفكير في جوانب شخصيته. حيث أن دين المرء يزداد ويقوى بصحبة المؤمنين، لكنه يقل ويضعف بصحبة الفاسقين.

ودور الصاحب في حياة صديقه عظيم. فهو يكون بجانبه وقت حزنه ومرضه وفرحه أيضاً. وحدثنا الله جل جلاله في كتابه العزيز عن دور الصاحب تجاه صاحبه فيقول “إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا” .

وهنا يتحدث الله عن أبي بكر الصديق الذي صدق الرسول في وقت كذبه جميع المسلمين حينما قص عليهم حادثة الاسراء والمعراج. حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال “ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافأناه. ما خلا أبا بكر، فإن له يداً يكفائه الله بها يوم القيامة. وما نفعني مال أحد قط ما نفعني مال أبي بكر. ولو كنت متخذا خليلا، لاتخذت أبا بكر خليلا. ألا وإن صاحبكم خليل الله”.