ما أهمية ليلة النصف من شعبان

mainThumb

06-03-2023 10:10 AM

printIcon

شهر شعبان شهر شعبان أحد الأشهر الهجريّة، وهو الشهر الذي يسبق شهر رمضان المبارك، وقد سمّت العرب شهر شعبان بذلك؛ لأنّهم كانوا يتشعبون؛ أي يتفرّقون وينتشرون في الأرض بحثًا عن الماء، وقيل ينتشرون للقتال والغارات بعد أن امتنعوا عنها في الأشهر الحرم، وقد وردت رواياتٌ في فضل شهر شعبان وفضل ليلة النصف منه على وجه الخصوص، منها ما يصحّ ومنها ما لا يصح، وفيما يأتي تفصيل الحديث عن فضل هذه الليلة وفضل شهر شعبان بوجهٍ عامٍّ مع بيان صحّة هذه الروايات.

ما أهميّة ليلة النصف من شعبان؟

وردت رواياتٌ عدَّةٌ تتحدّث عن فضل ليلة النصف من شعبان وخصوصيّتها وفضلها، إلّا أنّ من هذه الروايات ما اعتبره بعض العلماء صحيحًا، ومنها ما ضعَّفوه ولم يأخذوا به، وفيما يأتي بيان ذلك. أحاديث يُؤخَذ بها في فضل ليلة النّصف من شعبان من الأحاديث التي جاءت على ذكر فضل ليلة النّصف من شعبان بسندٍ يصحُّ الاحتجاج به، ومن العلماء من قبله ما يأتي:

ما رُوِي عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- عن النبي عليه الصلاة والسلام: (يطَّلِعُ اللهُ إلى جميعِ خلقِه ليلةَ النِّصفِ من شعبانَ، فيَغفِرُ لجميع خلْقِه إلا لمشركٍ، أو مُشاحِنٍ)، والمشاحن هو الذي بينه وبين أخيه المسلم عداوةٌ. ما رُوي عن أبي ثعلبة الخشني -رضي الله عنه- عن النبيّ عليه الصلاة والسلام: (يطَّلِعُ اللهُ إلى عبادِه ليلةَ النِّصفِ من شعبانَ ؛ فيغفِرُ للمؤمنين ، ويُمهِلُ الكافرين ، ويدَعُ أهلَ الحقدِ بحقدِهم حتى يدَعوه).

ومن العلماء من ذكر أنّ لليلة النصف من شعبان فضلًا؛ فمن السلف من كان يقومها ويزيد فيها من الطاعات، قال ابن تيمية: "وأما ليلة النصف من شعبان ففيها فضل، وكان في السلف من يصلي فيها، لكن الاجتماع فيها لإحيائها في المساجد بدعة"

حكم قيام ليلة النّصف من شعبان

ذهب بعض العلماء إلى تعظيم ليلة النصف من شعبان، والاستزادة فيها من الطاعات، والإكثار من القربات، بما فيها قيام الليل، ومنهم من ذهب إلى عدم جواز تخصيص ليلة النصف من شعبان بالقيام لذاتها؛ لعدم ثبوت ذلك بحديثٍ صحيحٍ عن النبيّ عليه الصلاة والسلام، ما يجعل تخصيص ليلة النصف من شعبان لذاتها بالقيام من قبيل البدعة، أمّا إن قام المسلم ليلة النصف من شعبان بقصد العبادة بوجهٍ عامٍّ دون اعتقاد فضلٍ لهذه الليلة أو تخصيصٍ لها، فذلك جائزٌ لا حرج فيه.

حكم صيام يوم النصف من شعبان

إن صيام المسلم يوم النصف من شهر شعبان على أنّه من الأيام البيض الثلاثة التي يستحبّ صومها من كلّ شهرٍ: الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كلّ شهرٍ هجريٍّ، فإنّ ذلك مستحبٌّ؛ لأنّ صيام هذه الأيام من قبيل صيام النافلة، أمّا إفراد وتخصيص يوم النصف من شعبان بالصيام؛ اعتقادًا لفضله، فلا يصحّ ذلك، للروايات الواردة في النهي عن صيام نصف شعبان حتى آخره، وذلك فيما رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ عليه الصلاة والسلام: (إذا انتصف شعبانُ ، فلا تصوموا حتى يكونُ رمضانُ)، وذهب العلماء الذين قالوا بصحّة هذا الحديث إلى أنّ النهي عن صيام نصف شعبان وبعده لمن أراد ابتداء الصيام من النصف، أمّا من صام قبلها فلا حرج، ويستثنى من النهي من أراد صيام يوم النصف من شعبان بقصد القضاء، أو صادف منتصف شعبان يوم الاثنين أو الخميس وكان من عادته صيامها.