مقال زهير يحيى البسط

mainThumb

13-03-2023 05:56 PM

printIcon

معركة الكرامة
قال تعالى "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا "
في صباح يوم جميل في وطني الدافئ الجميل دُكَ ذلك المستعمر ،هذا الغاصب الذي يعتقد انه لا يهزم ،نعم فقد هزمه أبطال وطني وفرسانه الشجعان .
في يوم الحادي والعشرين من شهر اذار عام 1968 قامت معركة الكرامه ،التي حفظ فيها ابطال وطني وسيوفه المسلوله شرف وكرامة أُمتي لسنواتٍ عديده فقد قاتل الفرسان حتى النصر ذلك المحتل الغاصب ودحره في انتصارٍ مشرف .
التقت فرسان جيش الاردن بجيش الغاصب الصهيوني في منطقة امتدت من جسر الامير محمد شمالاً حتى جنوبي البحر الميت ، حيث حاولت قوات الكيان الصهيوني احتلال نهر الأردن لأسباب يعتبرها استراتيجية ،ولكن أحلامهم سرعان ما اصبحت هباءً منثورا .
شنت قوات الاحتلال الاسرائيلي أربعة ألوية ووحدات مدفعية وأربعة اسراب من الطائرات القاذفة اضافة الى طائرات عمودية برفقة خمسة عشر الف جندي هجوم واسع النطاق على الضفة الشرقية لنهر الاردن . بدأت القوات الاسرائيلية هجومها عند الساعة الخامسة والنصف صباحاً حيث اصطدمت القوات الغاصبة بمقاومة عنيفة من الجيش الاردني بلغت ذروتها الساعة العاشرة صباحاً حيث دارت معارك بالسلاح الابيض والاحزمة الناسفة ،وفي الساعة الحادية عشرة والنصف طلبت اسرائيل "ولأول مره في تاريخها الاسود " وقف اطلاق النار وتم سحب آخر جنود الاحتلال في الساعة الثامنه مساءً وتكبدت اسرائيل بهزيمة فادحة ،استمرت المعركة الدامية خمسة عشر ساعة خسر فيها جنود الاحتلال مئتان وخمسين جندياً اضافة الى نحو اربعمائة وخمسين جريحاً ،بينما ارتقى نحو ستٌ وثمانون شهيداً ومئة وثمانية جرحى من قوات جيشنا الغالي .
مثلت هذه المعركة انتصاراً للحق والايمان والاخلاص للوطن ،وقام جيشنا المقدام
بإسقاط الغرور والغطرسة عند الاسرائيليين حتى لا ينسوا طبيعة الاردنيين وروح الجندية التي لاتعرف اليأس وانتصرت فيها الارادة الاردنية جيشاً وقيادةً وشعباً ومقاومةً على ترسانة الاسلحة والعتاد والامكانيات الموجودة بين ايدي الاسرائيليين.