خطة الحرب الجديدة تثير الخوف في غزة .. والسكان يتساءلون: “وين نروح”

mainThumb
خطة الحرب الجديدة تثير الخوف في غزة.. والسكان يتساءلون: “وين نروح”

06-05-2025 03:59 PM

printIcon

أخبار اليوم - أحدثت التهديدات الإسرائيلية الأخيرة ضد قطاع غزة، والتي تلت الكشف عما عرفها جيش الاحتلال باسم بخطة “مراكب جدعون”، التي تقوم على توسيع نطاق العدوان على القطاع، واحتلال مساحات واسعة منه دون انسحاب، حالة كبيرة من الهلع والخوف، خاصة في ظل التصعيد الخطير في المجازر وتفشي الجوع بشكل أخطر، في وقت عجت فيه مواقع التواصل بتدوينات ترثي الطفل المنشد حسن عياد، الذي ظهر يغني أكثر من مرة ضد الحرب في أسواق وتجمعات شعبية.

وفي هذا الوقت بات الحديث الأبرز لسكان غزة إلى جانب تأمين لقمة عيشهم اليومية، هو الحديث وتبادل المعلومات حول الخطة العسكرية الإسرائيلية الجديدة، خاصة بعد التهديدات المتلاحقة التي أطلقها كبار قادة دولة الاحتلال.

لا يعرف السكان تفاصيل الخطة العسكرية الإسرائيلية، وما ينتظرهم خلال الأيام القادمة، في حال بدأ جيش الاحتلال في تنفيذ هذا المخطط الذي سيكون أعنف من كل الهجمات السابقة

ولا يعرف السكان تفاصيل الخطة العسكرية الإسرائيلية، وما ينتظرهم خلال الأيام القادمة، في حال بدأ جيش الاحتلال في تنفيذ هذا المخطط الذي سيكون أعنف من كل الهجمات السابقة، التي شهدها القطاع خلال الفترات الماضية، ما يعني مضاعفة الخسائر البشرية في صفوف الفلسطينيين.

وهذه الخطة حسب ما كشف إسرائيليا، وكذلك حسب تصريحات كبار قادة دولة الاحتلال، تقوم على الدفع بقوات كبيرة من الجيش لاحتلال مناطق واسعة في قطاع غزة، دون الانسحاب منها على غرار المرات السابقة، ويتخللها تنفيذ خطة متدحرجة لتهجير السكان قسرا من مناطق سكنهم خاصة شمال غزة، وتوزيع المساعدات الإنسانية وفق خطة عسكرية إسرائيلية، من خلال مراكز توزيع مقامة في مدينة رفح جنوبي القطاع، التي تخضع لاحتلال كامل من قبل جيش الاحتلال.

خوف وتوتر

ويقول محمد المصري النازح من إحدى بلدات شمال قطاع غزة في إحدى المناطق الغربية في مدينة غزة “شو بدو يصير فينا، الكل من أول ما انتشرت الخطة محتار، شو بدنا نعمل وين نروح”، وتابع هذا الرجل الأربعيني حديثه لـ”القدس العربي”: “خلص يرموا على كل غزة قنابل ويقتلونا، تعبنا من الخوف ومن صوت القصف ومن الجوع، ولسا بدهم يعملوا (ينفذوا) خطة حربية جديدة وكبيرة”.

وهذا الرجل نزح ثماني مرات سابقة مع عائلته، تنقل فيها في مناطق وسط وجنوب قطاع غزة، خلال فترة الحرب السابقة، قبل أن يعود لحوالي شهر للإقامة في منطقة سكنه في بلدة بيت حانون فترة التهدئة الأولى، والتي تركها مع بداية تجدد العدوان يوم 18 مارس الماضي.

وتقول ريهام إسماعيل (35 عاما) لـ”القدس العربي”، والتي علمت بتفاصيل الخطة من زوجها، إنها تعيش حالة قلق كبيرة، وإن خوفها هذا من القادم، يدفع بأسئلة كثيرة تدور في خلدها على مدار اليوم، لا تجد لها إجابة، وتضيف “بسأل نفسي وين بدنا نروح، ووين بدهم يحطونا (النزوح الجديد)”، وتخشى هذه السيدة من حدوث مجازر أكثر دموية يرتكبها الجيش الإسرائيلي خلال تنفيذ الخطة، وتضيف “في كل الهجمات على غزة والتوغلات من أول الحرب، كان بيموت ناس كثير في كل عملية، وهذه العملية بيحكوا عنها إنها كبيرة، يعني عدد الضحايا حيكون أكبر”، وقد أبدت خوفها الشديد على أطفالها، الذين قالت إنهم يقضون يومهم جياعا، لعدم توفر الطعام الكافي لإشباعهم، بسبب الحصار الإسرائيلي.

وليس بعيدا عن هذا المشهد ما يشعر به أمجد (30 عاما)، والذي سبق وأن أصيب بجراح خلال الحرب، هو وعدد من أفراد أسرته، جراء غارة إسرائيلية استهدفت منطقة قريبة من نزوحهم السابق، ويقول “ذقنا ويلات ما أجت في خيالنا، ولسا بيحكوا عن خطة جديدة، واحتلال لغزة ونزوح.. مش عارفين شو نعمل، وين بدنا نروح، وشو بدو يصير فينا”.

تفاصيل الخطة

وقد أعلنت إسرائيل رسميا نيتها توسيع العدوان وحرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، وتشمل احتلال مناطق واسعة في قطاع غزة دون الانسحاب منها، بعد إجبار سكان تلك المناطق على النزوح القسري.

أعلنت إسرائيل رسميا نيتها توسيع العدوان وحرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، وتشمل احتلال مناطق واسعة في قطاع غزة دون الانسحاب منها، بعد إجبار سكان تلك المناطق على النزوح القسري

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال آفي ديفرين وهو يعلن عن الخطة “ننتقل إلى مرحلة أكثر كثافة من القتال في غزة ستشمل هجومًا واسعًا وإجلاء غالبية سكان القطاع”.

أما رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو فقال إن المجلس الوزاري الأمني المصغر للشئون الأمنية “الكابينت”، صادق خلال اجتماعه المطول الأخير الذي عقده ليل الأحد، على توسيع الهجوم على غزة، وأعلن كذلك العزم على احتلال القطاع، كذلك قال وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، “نحن أخيرًا بصدد احتلال قطاع غزة، وسنتوقف عن الخوف من كلمة احتلال”، فيما أكد وزراء آخرون أن الخطة تشمل تنفيذ خطة تهجير سكان غزة للخارج.

تعليقات على مواقع التواصل

ولا تزال وسائل الإعلام العبرية تنقل أخبارا وتحليلات عن هذه الخطة العسكرية الجديدة، مما يثير الذعر والخوف في صفوف سكان غزة الذين ذاقوا ويلات الحرب المريرة، والتي لم يسبق أن شهدتها أي من مراحل الصراع السابقة.

ووضع خالد أبو محمد على حسابه على موقع “فيسبوك”، خارطة نشرتها مواقع إخبارية عبرية، توضح مسار العملية الحربية الجديدة ضد غزة، وتشتمل على أسهم توضح عملية الترحيل القسري والتوغل البري للجيش، وعلق قائلا “يا رب لطفك هذا شيء خطير وتصفية كاملة لغزة”، وختم التدوينة بجملة “خطة مركبات جدعون”، فيما علق خليل الطويل على الخطة بجملة “القادم أخطر”.

ومع تزايد الأنباء وحالة القلق حول العملية، دعا المكتب الإعلامي الحكومي إلى ضرورة التّحلّي بأقصى درجات المسؤولية الوطنية والمهنية في التعامل مع الأخبار الصادرة عن الاحتلال وقادته، خصوصاً تلك التي قال إنها “تُروّج ضمن سياق الحرب النفسية التي يشنها الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني”، وقال إن نشر هذه التصريحات يُسهِم بقصد أو دون قصد، في خدمة أهداف الاحتلال بزعزعة الجبهة الداخلية، وبث الإرباك والخوف، وتعزيز روايته الكاذبة في وعي الجمهور الفلسطيني.

قتل الطفل المنشد

وكان من بين الشهداء الذين سقطوا خلال الساعات الماضية الطفل حسن عياد، من مخيم النصيرات وسط القطاع، والذي اشتهر بغنائه للحرب الحالية برفقة والده، الذي أظهرت لقطات مصورة انهياره عند وداعه طفله مساء الاثنين، قبل دفنه في جنازة كبيرة شارك فيها حشد كبير من الأهالي.

وفي هذا الوقت تعج مواقع التواصل بلقطات مصورة لهذا الطفل خلال غنائه للحرب، وأخرى وهو مضرج في دمائه، بعد استهدافه وآخرين في غارة إسرائيلية، أدت إلى استشهادهم على الفور، كما قام الكثير من النشطاء والمواطنين بنشر صور ولقطات أخرى لجنازة الطفل من لحظة تواجده في المشفى مرورا بوداع العائلة حتى دفنه.