%28 من الأردنيات مدخنات .. لكن الشارع الأردني يردّ: الرقم الحقيقي أكبر بكثير

mainThumb
%28 من الأردنيات مدخنات.. لكن الشارع الأردني يردّ: الرقم الحقيقي أكبر بكثير

02-06-2025 03:50 PM

printIcon

أخبار اليوم - عواد الفالح - أثار تقرير صادر عن مركز الحسين للسرطان موجة واسعة من الجدل، بعد أن كشف أن 28% من الأردنيات مدخنات، في نسبة اعتبرها المركز "مقلقة"، لكنها أثارت في الشارع الأردني نقاشًا من نوع آخر، حيث يرى كثيرون أن النسبة الحقيقية قد تكون أعلى بكثير مما ورد في التقرير الرسمي.

التقرير الذي تناول نسب التدخين بين الجنسين أشار إلى تنامي الظاهرة بين النساء بشكل لافت، خاصة مع انتشار وسائل التدخين الحديثة، وعلى رأسها السجائر الإلكترونية "الفيب" والأراجيل، والتي باتت متوفرة بكثرة، وفي متناول الجميع، دون ضوابط حقيقية أو رقابة فعالة.

وعلى أرض الواقع، جاءت تعليقات المواطنين لتعكس قلقًا عميقًا من تفشي الظاهرة، حيث كتب أحد الآباء: "أبحث لأبنائي عن زوجة غير مدخنة ولا تؤرجل.. للأسف لم أجد حتى الآن"، فيما عبّر آخرون عن دهشتهم من الرقم المعلن، قائلين: "إن كانت النسبة الرسمية 28%، فنحن نرى بعيننا أنها تقترب من النصف على الأقل!".

واعتبر كثيرون أن المشكلة ليست فقط في العدد، بل في تطبيع الظاهرة وتحوّلها إلى "سلوك اعتيادي" أو حتى "برستيج اجتماعي" لدى بعض الفتيات، خصوصًا مع تغاضي المجتمع عن انتشارها، وغياب حملات التوعية الجادة، وتنامي ثقافة التبرير والاستهانة بالمخاطر الصحية.

وأشار آخرون إلى أن سهولة الحصول على منتجات التبغ من المحال العامة، وانتشار المقاهي التي تقدم الأرجيلة في كل مكان، ساهم في تعزيز هذه الظاهرة، بدل الحدّ منها، متسائلين: "إذا كانت الحكومة ترخّص لهذه المحلات، فهل يُعقل أن تُفاجأ بالأرقام؟".

وتعود بعض التعليقات إلى جذور الظاهرة، حيث أشار أحدهم إلى أن "التدخين بين النساء ليس جديدًا، بل هو قديم، لكنه اليوم اتخذ أشكالًا أكثر رواجًا وحداثة"، مؤكدين أن "الهيشة" كانت يومًا ما رمزًا شعبيًا، وتحوّلت اليوم إلى سيجارة ناعمة أو أرجيلة فاخرة أو "فيب" ملوّن.

ويقول مختصون إن الواقع يتطلب تحركًا مزدوجًا: الأول توعوي يستهدف تغيير المفاهيم المجتمعية الخاطئة عن التدخين، والثاني تشريعي يُعيد ضبط إيقاع السوق ويمنع التسيب الحاصل، خاصة في ما يتعلق ببيع هذه المنتجات للفئات العمرية الصغيرة، أو السماح باستخدامها في الأماكن العامة.

في نهاية المطاف، يبدو أن التقرير الذي حمل رقم "28%" لم يكن مجرد إحصائية، بل فتيل نقاش أوسع حول ما إذا كانت المشكلة في الرقم، أم في الاعتراف الصريح بأن الظاهرة خرجت عن السيطرة؟ وهل يكفي الحديث عن المخاطر، أم أن الوقت حان لاتخاذ خطوات فعلية لحماية المجتمع، ذكورًا وإناثًا، من وباء ينفث دخانه في العلن دون رادع؟