أخبار اليوم - عواد الفالح - المشكلة في الأردن ليست قلة المحللين، بل كثرة "محللي المناسبات" الذين يُستدعون إلى الشاشات الرسمية عند كل أزمة، لا ليُفهموا الناس، بل ليؤدوا دور الضيف ويكملوا الحلقة.
أحد هؤلاء خرج مؤخرًا على قناتين رسميتين ليمنحنا تحليله "الاستراتيجي"، فقال للمذيعة بكل ثقة وهدوء: "يا اختي… الصاروخ بده أربع ساعات حتى يوصل!" وكأننا نتابع نشرة عن تأخر الطلبات في توصيل الطرود، لا قراءة لمشهد عسكري معقّد!
ثم أخذ يسرد تعليقاته كأنه جالس في صالون حلاقة، لا على الهواء مباشرة أمام جمهور ينتظر فهماً لا فُكاهة.
عندما يكون التحليل مجرد ديكور، تتحول الفضائيات إلى مسرح هزلي، ويضيع الجمهور بين "الخبر العاجل"... و"الصالون العاجل".