أخبار اليوم- تالا الفقيه - في تطور دراماتيكي خطير، نفذت إسرائيل فجر اليوم ضربة جوية غير مسبوقة داخل العمق الإيراني، استهدفت خلالها مواقع استراتيجية شديدة الحساسية، شملت منشآت مرتبطة بالبرنامج النووي والعسكري الإيراني، في ضربة وصفها العميد الركن والمحلل العسكري صالح العبادي بأنها “الأدق والأخطر منذ عقود”.

وبحسب العبادي، فقد استهدفت الضربة منشأة تخصيب نووي تُعد من أهم مراكز التخصيب داخل إيران، إلى جانب مواقع عسكرية في محافظة أصفهان، منها قواعد لإنتاج الصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة ومقار قيادية للحرس الثوري. كما شملت الهجمات شخصيات بارزة في البرنامج النووي والعسكري الإيراني، بينها قادة كبار وعلماء نوويون.

وأشار العبادي إلى أن الدقة المتناهية في تنفيذ الضربة تعكس اختراقًا استخباراتيًا عميقًا للمؤسسة الأمنية الإيرانية، الأمر الذي يعزز من فرضية التنسيق المسبق مع قوى دولية، في ظل تعثر المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران والتي كانت تُدار في العاصمة الأردنية عمان.

إيران تستعد للرد عبر الأجواء العربية

وأكد العبادي أن إيران باتت في حالة تأهب قصوى، مهددةً برد “قاسٍ ومباشر” عبر بنك أهداف واسع داخل إسرائيل، مشيرًا إلى أن الرد الإيراني لن يكون تقليديًا، بل قد يشمل استخدام صواريخ بالستية فائقة الدقة وطائرات مسيرة هجومية، وربما حتى طائرات حربية، ما يفتح الباب أمام تصعيد عسكري إقليمي خطير.

وأوضح أن الرد الإيراني، إن تم، “سيكون حتميًا عبر الأجواء العربية”، في ظل إغلاق المسارات الأخرى، محذرًا من تكرار استخدام الأجواء الأردنية كما حصل في الرد الإيراني الأخير على إسرائيل، معتبرًا ذلك خرقًا صريحًا للسيادة الأردنية.

الأردن أمام تحديات سيادية وأمنية

ودعا العبادي الحكومة الأردنية إلى التحرك الفوري والدبلوماسي لمنع تكرار انتهاك أجوائها، مشددًا على أن السماح باستخدام الأجواء الأردنية في هذا التصعيد يمثل خطرًا مباشرًا على الأمن القومي وسلامة المواطنين.

ولم يستبعد العبادي أن تستخدم إيران أيضًا وكلاءها في المنطقة مثل الحوثيين في اليمن، ضمن رد متعدد الجبهات، ما قد يدفع المنطقة إلى مواجهة شاملة تُنذر بتبعات سياسية واقتصادية وعسكرية قاسية.

واختتم العبادي بأن الشرق الأوسط يقف على أعتاب مرحلة جديدة من الصراع، معيدًا إلى الأذهان مبدأ الردع الإسرائيلي القائم على منع أي دولة من امتلاك القدرة النووية، ومشيرًا إلى أن ما جرى قد يكون بداية لتغييرات استراتيجية عميقة في معادلة القوة الإقليمية.