جنود من جيش الاحتلال : حرب غزة " جحيم مُستمر "

mainThumb
جنود من جيش الاحتلال : حرب غزة " جحيم مُستمر "

05-07-2025 09:43 AM

printIcon

فلسطين المحتلة - أخبار اليوم

نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية شهادة خمسة جنود يخدمون منذ نحو 21 شهراً في قطاع غزة، تحدثوا فيها عن واقع مغاير تماماً للرواية الرسمية التي يروج لها الجيش الإسرائيلي ووسائل الإعلام العبرية.

الجنود الذين التحقوا بالخدمة العسكرية، لا يزالون حتى اليوم منخرطين في القتال، ويقولون إنهم يعيشون ظروفاً قاسية تتسم بـ"اليأس، والإرهاق الشديد، والخوف المستمر من الموت"، وسط شعور عارم بعدم جدوى الحرب، بحسب وصفهم.

إعلام موجّه ومشاهد مدبرة

وبحسب التقرير، فإن ما يُعرض في وسائل الإعلام لا يعكس الحقيقة على الأرض، إذ تُدار تغطية الحرب بعناية من قبل قيادة الجيش، حيث يتم اختيار الجنود الذين يُسمح لهم بالحديث للصحافة، وتُملى عليهم التصريحات مسبقاً، في حين تبقى أصوات الجنود الحقيقيين الذين يعيشون الحرب يومياً مغيبة إلى حد كبير عن الرأي العام الإسرائيلي.

شهادات ميدانية: "نحن ننهار"

أحد الجنود ويدعى "يوناتان" (21 عاماً) من لواء كفير، روى حادثة وقعت معهم في مخيم جباليا، عندما اقتربت منهم كلاب ضالة فقام ضابط بإطلاق النار عليها قائلاً: "هذه كلاب الإرهابيين". وفي اليوم التالي، انفجر منزل كانوا يهمون بدخوله، فوجد يوناتان نفسه مغطى بدم صديقه المقرب. يقول: "لم أستطع النوم أو الأكل بعد تلك الليلة".

أما "أور" (20 عاماً) من وحدة الاستطلاع المظلي، فتحدث عن مشهد صادم في خان يونس، حيث عثر على جثث متحللة بينها جثتا طفلين، كانت الكلاب قد نهشتها. ووصف ما رآه بأنه "كابوس لن يُنسى".

"أومير" (21 عاماً) من لواء غفعاتي، عبّر عن حالة الإنهاك النفسي العميق قائلاً: "هذه الحرب بدأت منذ 20 شهراً لكنها تشعرني وكأنها 10 سنوات. لقد فقدتُ أصدقاء كثيرين من وحدتي ومدرستي وحيّي. لم أعد أتحمل سماع أخبار الموت".

وأضاف: "الناس يظنون أننا نموت في المعارك، لكن كثيرين قُتلوا نتيجة إهمال الضباط أو نقص الذخيرة. كم من الأصدقاء يجب أن أدفن قبل أن يدرك الناس حجم الكارثة؟".

الانهيار النفسي وتصدع الثقة

من جهته، تحدث "يائير" (21 عاماً) من وحدة استطلاع ناحال عن كمين في بيت لاهيا أفقد ضابطه توازنه بالكامل. وقال: "نحن لا ننام ولا نرتاح، ثم نُرسل في مهمات ليلية خطيرة. إنها معجزة أن حماس لم تستغل هذا الانهيار أكثر".

وكشف يائير أنه بدأ يفقد السيطرة على نفسه حتى في حياته الشخصية، مشيراً إلى أنه يصرخ في وجه صديقته دون سبب، ويتساقط شعر رأسه من التوتر. وأضاف: "فريق كامل من وحدتنا أُبيد. أنا على قيد الحياة، لكنني محطم من الداخل".

أما "أوري" (22 عاماً) من وحدة "ياهالوم" للهندسة القتالية، فقال إنه فقد الإيمان بمبررات الحرب: "كنت أظن أننا نحمي المدنيين، لكن كلما حضرت جنازة صديق أو علمت بمقتل أسير نتيجة غارة جوية، بدأت أشك في كل شيء".

وأضاف: "نعود مراراً إلى نفس الأماكن، ونحقق في نفس الأنفاق، وندخل مباني قد تكون مفخخة… ولأجل ماذا؟ إنها حرب لأسباب سياسية، ولا أحد يجرؤ على قول الحقيقة".

الجنود الخمسة – الذين طلبوا تغيير أسمائهم حفاظاً على سلامتهم – اتفقوا على رسالة واحدة وجهوها للقيادة والجمهور الإسرائيلي:

"لقد أرسلتمونا إلى هذه الحرب… فاستمعوا إلينا الآن. متى ستفهمون أن الوقت قد حان لإنهائها؟ عند مقتل 900 جندي؟ ألف؟ رجاءً… أوقفوا هذا الموت".