بلعاوي يدعو لتبني الحقنة الثورية لعلاج السرطان في الأردن

mainThumb
بلعاوي يدعو لتبني الحقنة الثورية لعلاج السرطان في الأردن

08-07-2025 06:09 PM

printIcon

أخبار اليوم - دعا عضو اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية، ومستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي، إلى تبني الحقنة الثورية الجديدة لعلاج السرطان في الأردن.

وأوضح في تصريح إلى "الرأي" أن هذه التقنية الحديثة التي تقلص مدة العلاج المناعي من ساعات إلى دقائق، تعد ثورة في مجال رعاية مرضى السرطان، وتوفر فرصا لتحسين جودة حياة المرضى، وتسريع وتيرة العلاج دون التأثير على الفعالية أو السلامة.

وأكد أن إدخال الحقنة إلى النظام الصحي الأردني يمثل فرصة مهمة لتحديث طرق العلاج، وتخفيف العبء على المراكز الصحية، ورفع مستوى الرعاية الطبية المقدمة للمرضى.

وكانت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة (NHS) أعلنت عن إطلاق حقنة علاجية ثورية، تختصر وقت العلاج المناعي من نحو ساعة عبر الوريد إلى ما لا يزيد عن خمس دقائق فقط عن طريق الحقن تحت الجلد، حيث يتوقع أن يحدث هذا الابتكار نقلة نوعية في أساليب تقديم العلاج.

وأشارت الهيئة إلى أن أكثر من 1200 مريض شهريا سيستفيدون من هذه التقنية، ما يوفر نحو 1000 ساعة علاج شهريا في المستشفيات البريطانية، كما أن التجارب السريرية أظهرت أن الغالبية العظمى من المرضى فضلوا الحقن تحت الجلد لسهولة الإجراء وراحته مقارنة بالحقن الوريدي.

ونوه بلعاوي إلى أن الحقنة الجديدة لا تمثل فقط اختصارا في الزمن، بل تغييرا جوهريا في طريقة تلقي مرضى السرطان للعلاج، داعيا إلى الاستعداد لتبني هذا النوع من التقنيات في الأردن عبر تطوير البنية التحتية وتعزيز الشراكات الطبية.

وأوضح أن العقار المستخدم في هذه الحقنة هو نيفولوماب (Nivolumab)، ويعرف تجاريا باسم أوبديفو (Opdivo)، هو من أدوية العلاج المناعي المستخدمة على نطاق واسع، وكان يعطى سابقا عبر الوريد خلال جلسة تستغرق من 30 إلى 60 دقيقة، إلا أن التقنية الجديدة تُتيح إعطاءه عبر الحقن تحت الجلد خلال 3 إلى 5 دقائق فقط.

وينتمي نيفولوماب وفق بلعاوي إلى فئة مثبطات بروتين PD-1، التي تعمل على تمكين الجهاز المناعي من التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها.

وأضاف أنه غالبا ما تخدع الخلايا السرطانية الجهاز المناعي من خلال تعطيل الخلايا التائية عبر بروتين PD-1، ووظيفة نيفولوماب هي كسر هذا الخداع، ما يسمح للجهاز المناعي باستعادة قدرته الطبيعية على مهاجمة الورم، مبينا أن هذا الدواء أصبح عنصرا أساسيا في علاج 15 نوعا من السرطان، منها سرطانات الرئة، الكلى، الجلد، القولون، المثانة، الرأس والعنق.

ولفت بلعاوي إلى أن اختصار مدة الجلسة من ساعة إلى بضع دقائق، له أثر نفسي وعملي كبير على المريض، خاصة من يعاني من الإرهاق أو اضطر لقطع مسافات طويلة للوصول إلى مركز العلاج.

وعن إمكانية تطبيق هذا النموذج في الأردن، اعتبر أن الأمر يتطلب جهودا تنظيمية من وزارة الصحة والمؤسسات المعنية، إضافة إلى التعاون مع شركات الأدوية العالمية لتوفير الدواء بسعر عادل، فالابتكار وحده لا يكفي، بل يحتاج إلى بنية تحتية قادرة على استيعاب هذا التغيير، وإلى قرارات استراتيجية تضمن وصول هذه العلاجات المتقدمة إلى المواطن دون عوائق مالية أو إدارية.

وشدد على أن مستقبل طب الأورام لا يقتصر فقط على تطوير أدوية أكثر فاعلية، بل يشمل أيضا إيجاد طرق إعطاء ذكية، رحيمة، ومصممة لتقليل العبء على المرضى، لافتا إلى أن هذه الحقنة هي بداية لهذا التوجه، وعلى الأردن أن يكون جزءا منه.

وتابع بلعاوي بأن مثل هذا الابتكار يعد فرصة للأردن لإعادة التفكير في اليات تقديم علاج السرطان، وتطوير أدوات التوزيع الصحي لتكون أكثر كفاءة وتناسبا مع حاجات المرضى.

الرأي