أخبار اليوم - في مشهد إنساني يُلخّص حجم الفاجعة التي يعيشها الفلسطينيون في غزة، وثّق مقطع مصوّر لحظة وداع السيدة الفلسطينية آمنة البطران لزوجها الشهيد، عمر البطران (أبو الخطاب)، بعد أن قضى في غارة إسرائيلية استهدفت منزلهما في مدينة غزة.
احتضنت آمنة جثمان زوجها بكل ما بقي فيها من قوة، قبّلت يديه، ومسحت على رأسه بأصابع مرتجفة، وبقيت بجواره لساعة كاملة، كما قال مصور الفيديو: "مش قادرة تسيبه.. لها ساعة على هذا الحال!".
روت الحاجة آمنة تفاصيل اللحظات الأخيرة، قائلة: جهزت يوم استشهاده وجبة من الفلافل، ثم تركته وابتعدت لمسافة عشرات الأمتار فقط، ثم حدثت ضربة استهدفت منزلهم ليستشهد زوجها أبو الخطاب وأولاده وأحفاده.
وعن تفاصيل ما حدث بعد القصف، قالت آمنة “ركضت في الشارع وطلبت المساعدة، وكان الوضع خطيرا جدا ثم حاول البعض إنقاذه لكن الاحتلال استهدفهم أيضا”.
وقالت إنها كانت تجازف وتعمل حتى تدهورت صحتها وأصبحت مريضة كلى، ونزحت إلى جنوب قطاع غزة خلال بداية الحرب دون أن تمتلك هي أو زوجها كرسيا متحركا أو طعاما.
وأضافت “زوجي كان يتمنى أن يرى أولاده وأحفاده بخير، وكان يحترمني ويقدرني”. وختمت بقولها: “علاقتي مع ’أبو الخطاب’ كانت جميلة، كان كالملاك، كنت دائما أدعو له”.
وأضافت بصوت يختلط بالألم والفقد: "أبو الخطاب كان ملاكًا.. عاش معي 14 عامًا من الحُب والاحترام، وكان يتمنى فقط أن يرى أبناءه وأحفاده بخير".
آمنة وزوجها من ذوي الاحتياجات الخاصة، نزحا خلال العدوان من دون كرسيٍّ متحرّك أو طعام. واليوم، تقف وحدها على أنقاض بيتها، تحمل قلبًا مكسورًا ومشهدًا لن يُمحى من ذاكرة الفلسطينيين.
مأساة متكررة: ذوو الإعاقة تحت القصف
قبل الحرب، كان في غزة نحو 58 ألفًا من ذوي الاحتياجات الخاصة، واليوم، ووفق تقارير أممية وفلسطينية، أُضيف إليهم أكثر من 32 ألفًا بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
تقرير أممي صدر في أكتوبر 2024، وصف الوضع بأنه: "مأساة داخل مأساة". فذوو الإعاقة قُتلوا أو أُصيبوا في غارات عشوائية رغم عدم تشكيلهم أي تهديد، وواجهوا أوامر إخلاء دون أي مراعاة لقدراتهم الجسدية أو النفسية، وغالبًا ما تُركوا دون عائلاتهم أو وسائل البقاء الأساسية.