دمشق - أخبار اليوم - صفوت الحنييني
قال المحلل السياسي السوري صقر بدرخان إن الأوضاع في محافظة السويداء لا تزال غامضة من حيث الأبعاد والملابسات، مشيرًا إلى أن ما جرى حتى الآن يحتاج إلى المزيد من التفاصيل لفهم حقيقة المشهد بالكامل.
وأوضح بدرخان في تصريح لـ"أخبار اليوم" أن الرواية العامة تشير إلى اندلاع اشتباكات بين مسلحين من انتماءات متعددة، من بينهم عناصر يُعتقد بانتمائهم لتنظيم داعش، في مناطق ريف السويداء، ما دفع الجيش السوري للتدخل بناءً على طلبات من بعض الجهات المحلية وربما بإيعاز من أطراف إقليمية لحفظ الأمن وإعادة الهدوء.
وبيّن بدرخان أن القوات السورية تعرضت بعد تدخلها لكمائن وعمليات إطلاق نار من نفس القوى التي طلبت حمايتها، معتبرًا ذلك بمثابة «عملية غدر» للجيش السوري. وأضاف أن الشيخ الهجري كان قد رحب بدايةً بتدخل الجيش لحفظ الأمن، وهو ترحيب اعتبره البعض منسجمًا مع موقف المرجعية الروحية العليا للدروز، قبل أن يتراجع لاحقًا ويشير إلى أن موقفه الأول كان تحت ضغوط خارجية لم يسمّها.
ولفت بدرخان إلى أن القيادة السورية حرصت منذ البداية على تأكيد أن مهام الجيش ووزارة الداخلية في السويداء تنحصر في إطار حفظ الأمن الداخلي فقط، وهو ما تزامن مع تصريحات إسرائيلية هاجمت التدخل السوري وهددت بـ«حماية الدروز» في المنطقة. وردًا على ذلك، أوضح وزير الإعلام السوري أن هذه التصريحات موجهة للاستهلاك الداخلي في مناطق الدروز تحت الاحتلال الإسرائيلي ولا علاقة لها بالوضع في السويداء.
وختم بدرخان حديثه بالتأكيد على أن الوضع في السويداء سيتم احتواؤه عاجلًا أم آجلًا بجهود سورية داخلية وبتفاهمات إقليمية وعربية غير معلنة، مستبعدًا أن يتطور الموقف إلى اشتباكات واسعة رغم محاولات إسرائيل الاستثمار في الملف إعلاميًا لتحقيق أهداف داخلية، مشيرًا إلى أن الرد السوري سيبقى في حدوده الدنيا ولن يخرج عن سياق حفظ الأمن وإغلاق أي منافذ للفتنة.