عمان – أخبار اليوم - صفوت الحنيني
أكد أستاذ العلوم السياسية د. بدر ماضي أن الشعوب العربية ليست صامتة تجاه ما يجري في فلسطين والمنطقة، لكنها محاصَرة بهوامش ضيقة في التعبير والفعل السياسي، نظرًا لكونها مرتبطة بالسياسات العامة للدول التي لا تتيح مساحات كافية للتحرك أو الضغط أو حتى التعبير عن رأي مخالف.
وفي حديثه لـ"أخبار اليوم"، شدد ماضي على أن الشعوب العربية وصلت إلى قناعة واضحة بأن النظام الإقليمي العربي بات عاجزًا عن أداء مهمته الأساسية، وأن الدول بشكل منفرد لم تعد قادرة على إحداث فرق، وهو ما تؤمن به النخب السياسية والأكاديمية في مختلف الدول العربية.
وأشار إلى أن هناك دولًا عربية محورية قادرة على قيادة الموقف العربي، مثل مصر، لكنها حيّدت نفسها في السنوات الأخيرة، وهو ما تسبب في غياب أي نموذج تحفيزي أو مؤثر يمكن أن يلهم الجماهير أو يوجه العمل السياسي المشترك.
وأضاف ماضي أن السيطرة شبه الكاملة على الرواية الإعلامية لما يجري في فلسطين من قبل الإعلام الإسرائيلي والداعم له في الولايات المتحدة وأوروبا، تُضعف من فرص التأثير السياسي والشعبي عربياً، مشيرًا إلى أن غياب رواية عربية موحدة زاد من حالة التشويش والانقسام في الخطاب.
وضرب مثالاً بالأردن، قائلاً: "رغم استمرار المظاهرات لأكثر من 16 شهرًا، إلا أن الموقف الحكومي كان في كثير من الأحيان متقدمًا على الموقف الشعبي، ما يؤكد أن الدول وحدها، مهما كانت النوايا، لا تستطيع أن تعبّر عن وجدان الشارع دون دعم جماعي عربي رسمي".
وختم بالقول: "إذا لم يكن هناك موقف عربي محفز وموحَّد، فإن الشعوب – رغم وعيها واحتقانها – لن تكون قادرة على إنتاج نتائج ملموسة، فالحل اليوم يكمن في العمل الجمعي العربي الرسمي، لا في الجهود المنفردة".