أخبار اليوم- عواد الفالح – أثار تقرير "منتدى الاستراتيجيات" حول نسب البطالة في الأردن موجة واسعة من التعليقات على المنصات الاجتماعية، حيث انقسمت ردود الأردنيين بين الغضب والسخرية والمرارة من واقع اقتصادي يصفونه بأنه تجاوز حدود الأرقام الرسمية المعلنة.
مواطنون أشاروا إلى أن البطالة باتت تمس كل بيت تقريبًا، وأن كل عائلة تحتضن أكثر من شاب عاطل عن العمل رغم حصولهم على شهادات جامعية وتخصصات مطلوبة، فيما اعتبر آخرون أن هذه النسب لا تعكس الواقع الحقيقي، واصفينها بأنها "أضعاف ما يعلن رسميًا".
التعليقات تناولت أيضًا قضية العمالة الوافدة، التي رأى كثيرون أنها تستحوذ على قطاعات يمكن أن يعمل فيها الشباب الأردني، ما يزيد من حدة الأزمة ويعمق الإحباط بين الخريجين. وانتقد آخرون غياب الحلول الجذرية والاكتفاء بالخطط والتصريحات، معتبرين أن ذلك يعكس عجز السياسات الحكومية المتعاقبة عن تقديم معالجة حقيقية للمشكلة.
وعبّر كثير من المعلقين عن يأسهم من جدوى التعليم في ظل انعدام فرص العمل، مشيرين إلى أن الأسر أنفقت آلاف الدنانير على تعليم أبنائها، ليجدوا أنفسهم في النهاية بلا وظائف، بينما لا تزال الرواتب المتدنية التي تعرض في بعض القطاعات غير كافية لتأمين الحد الأدنى من متطلبات المعيشة.
وبينما تنوعت القراءات والانتقادات، فإن القاسم المشترك بين جميع التعليقات كان التأكيد على أن البطالة أصبحت أزمة وطنية لا يمكن التغاضي عنها أو الاكتفاء بإخفاء أرقامها الحقيقية، وأنها تهدد الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي وتستدعي حلولًا عملية وعاجلة.