عبسان الجديدة بلدة بقطاع غزة دمرها الاحتلال مرارا

mainThumb
عبسان الجديدة بلدة بقطاع غزة دمرها الاحتلال مرارا

25-08-2025 02:31 PM

printIcon

أخبار اليوم - بلدة فلسطينية تقع أقصى شرق مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، يربط بعض المؤرخين سكانها بقبيلة "عبس" التي انتشرت في شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام.

بلغ عدد سكانها حتى عام 2024 نحو 11 ألف نسمة، وتشتهر بالزراعة وتربية الحيوانات. ولأهلها دور كبير في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، لاسيما في عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ضد مستوطنات غلاف غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتعرضت البلدة الحدودية إلى تدمير إسرائيلي ممنهج أتى على منازلها بالكامل؛ لم يستثن بشرا ولا حجرا.

الموقع والمناخ
تقع بلدة عبسان الجديدة فوق رقعة منبسطة إلى الجنوب الشرقي من مدينة خان يونس، وتبعد عنها نحو 4 كيلومترات، وترتفع نحو 70 مترا عن سطح البحر، وتتقدم تلال النقب نحو السهل الساحلي الجنوبي.

تحدها من الغرب بلدة بني سهيلة، ومن الشرق الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل بعد نكبة عام 1948.

وتقع من الشمال إليها بلدة عبسان الكبيرة، فيما تحدها من الجنوب بلدة القرارة وحي الزنة التابع لبلدة بني سهيلا.

تتميز بمناخ صحراوي متوسط، وتُعد نافذة غربية لصحراء النقب، وتهب عليها رياح شرقية وجنوبية شرقية باردة جافة في الشتاء، وشمالية شرقية جافة في الصيف.


السكان
حسب تقديرات جهاز الإحصاء الفلسطيني، بلغ عدد سكان بلدة عبسان الجديدة حتى عام 2024 نحو 11 ألف نسمة.

وقُدر عدد سكانها عام 1922 بنحو 695 نسمة، وعام 1945 بنحو 2230 نسمة، وفي عام 1967 بنحو 1500 نسمة.

وفي عام 1982 بلغ العدد نحو 8 آلاف نسمة، وفي عام 1997 قدر عددهم بحوالي 4 آلاف نسمة، ثم ارتفع عام 2007 إلى نحو 6 آلاف نسمة، حتى وصل العدد عام 2020 إلى 10 آلاف نسمة.

ويغلب على سكان عبسان الجديدة الطابع العشائري، إذ تعيش فيها عدد من العشائر، منها أبو عنزة وبركة وعرفات والدغمة وأبو لطيفة وعصفور وأبو طعيمة والجرف وأبو عقل.

أصل التسمية
يرجّح الباحثون أن سبب التسمية يعود إلى ارتباط سكان البلدة ببطون بني عبس من قبيلة لخم، التي سكنت إلى الشرق من مدينة خان يونس قبل الإسلام، لذلك سُميت بعبسان، وهو الاسم الذي عُرفت به إلى أن توسعت أراضيها في القرن الـ20 ثم فُصلت إلى قريتين، فبات اسماهما: عبسان الكبيرة وعبسان الجديدة.


أما الجزء الثاني من الاسم فهو تمييز لها عن بلدة عبسان الكبيرة المجاورة لها، والتي كانت جزءا منها قبل عام 1931.

عائلة فلسطينية مشردة ومدمر منزلها وتظهر في الصورة امرأة وهي ترفع شارة النصر أثناء محاولتها انتشال بعض من متاعها في بلدة عبسان الجديدة
تاريخ البلدة
في عهد الخلافة العثمانية ظهر اسم عبسان في سجلات الضرائب أول مرة عام 1596 على أنها موجودة في ناحية غزة الإدارية في لواء غزة.

وفي عام 1886، كان في البلدة 10 أكواخ ذات بناء قديم بالحجارة، في ذلك الوقت كانت عبسان الجديدة جزءا من عبسان الكبيرة، لكنها فُصلت عنها عام 1931 وأطلق عليها اسم عبسان الصغيرة.

وفي عام 1998 غير الرئيس الفلسطيني حينئذ ياسر عرفات اسمها إلى عبسان الجديدة بسبب اعتراض السكان.

وقعت البلدة تحت الانتداب البريطاني مطلع عام 1917 حتى عام 1948، ثم احتلتها إسرائيل، وبعد ذلك خضعت للإدارة المصرية إلى أن سيطر الاحتلال عليها مرة أخرى أثناء نكسة 1967.

وفي عام 1972، شُكل أول مجلس قروي للبلدة مكون من 11 عضوا برئاسة محمد الدغمة.

وشهدت البلدة العديد من المعارك البطولية والاشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي التي نفذت عددا من المجازر البشعة بحق سكانها.

وتعمدت إسرائيل أثناء حروبها وعملياتها العسكرية المتكررة على غزة تدمير البلدة لكونها تقع بمحاذاة الشريط الحدودي، وأبرز ذلك ما كان أثناء حرب "السيوف الحديدية" التي شنتها على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وفي مطلع ديسمبر/كانون الأول 2023، شهدت البلدة توغلا إسرائيليا، وأُجبر سكانها على النزوح إلى مدينة رفح، ودمر جيش الاحتلال معظم منازلها.

كما نفذ في مايو/أيار 2025، توغلا بريا ثانيا في البلدة، وأجبر سكانها على النزوح منها إلى مواصي خان يونس، وجرف ما تبقى من منازلهم ودمر المدارس والمركز الصحي والمقابر، ولم يبق فيها أي دفيئة زراعية ولا شجرة إلا اقتلعها.


الاقتصاد
تبلغ مساحة أراضيها نحو 3328 دونما (الدونم يساوي ألف متر مربع)، معظمها مخصص للزراعة، ما جعلها مصدرا مهما للإنتاج الزراعي، خاصة أشجار الزيتون والحمضيات والخضراوات والحبوب واللوز والبطيخ والشمام، إضافة إلى أشجار الفاكهة مثل العنب والخوخ.

وتعتمد البلدة في الزراعة على مياه الأمطار التي تهطل بكميات متوسطة، فضلا عن مياه الآبار الارتوازية.

ويعمل السكان أيضا في التجارة والصناعة، ويصنعون البسط وأغطية الرأس والمطرزات والأبواب والشبابيك.

كما تُعتبر البلدة رافدا أساسيا للإنتاج الحيواني، وهو ما جعلها مقصدا للتجار من مختلف مدن قطاع غزة، وتشتهر بسوق الثلاثاء الذي تُعرض فيه المحاصيل الزراعية والمنتجات الأخرى.

الجزيرة + مواقع إلكترونية