‏إلى اعوان نتنياهو من الأقلام الأردنية المستأجرة

mainThumb
‏إلى اعوان نتنياهو من الأقلام الأردنية المستأجرة

06-09-2025 01:54 PM

printIcon

المحامي عمر كامل

لا يكاد الأردن يقوم بخطوة سيادية أو إنسانية في نصرة فلسطين إلا وتخرج علينا جوقة مأجورة تلوك بألسنتها الصدئة أسطوانة “التنسيق مع الكيان”. كأنّ لسان حالهم يقول: على الأردن أن يمتنع عن الحركة، وأن يقف مكتوف اليدين، وأن يتنازل عن دوره التاريخي.

‏“التنسيق” كلمة فضفاضة، وقد صارت عند هؤلاء تهمة جاهزة بلا معنى. فالأردن، منذ عقود، يُدير معركة معقدة على الأرض المحتلة: حدود مشتركة، ملايين من الفلسطينيين على أرضه، والتزامات دولية وعربية لا يمكن التنصل منها. الاشتباك مع واقع الاحتلال لا يعني الخضوع له، بل يعني تسخيره لمصلحة السيادة والكرامة.

‏من يزاود على الأردن في هذا الباب، عليه أن يجيب: من الذي نقل الرئيس الفلسطيني من قلب رام الله إلى عمّان برأس مرفوع؟ من الذي كسر إرادة نتنياهو في غزة ورام الله؟ هل كانت المصلحة إسرائيلية أم فلسطينية عربية؟

‏الحقيقة التي لا تدركونها أيها المضحوك عليهم المطايا المتأيرنون أنه إن كان ثمّة “تنسيق”، فهو لتفكيك القيد لا لتثبيته، ولانتزاع الحق لا للتفريط فيه.

‏أجبني أيها الحاقد، ألم تكن إرادة نتنياهو أن يُحاصر الفلسطيني شعبا ورئيسا ويُبقيه رهينة في رام الله؟ ألم يفرض الأردن قراره بفك الحصار رغم أنف الاحتلال؟ أجبني أنت، يا من تعيش على فتات التمويل المشبوه، ما الذي تريده إذن أيها الأردني المستأجر؟ أن نصمت ونترك أهلنا مكبلين؟ أم أن الأردن، بحكمته وحزمه، كسر إرادة العدو وفضح عجزه؟

‏الأقلام المستأجرة التي تردد هذه الترهات تعيش على أحقاد الجماعة المنحلّة، لا ترى في الأردن سوى حجر عثرة أمام مشاريع التوطين والتصفية. يزعجها أن يبقى الأردن البوابة الوحيدة لفلسطين، والدرع الواقية للعروبة. ولذلك تحاول تشويه كل فعل أردني لحماية كرامة الفلسطينيين.

‏جدلية التنسيق التي تروّجون لها ليست سوى محاولة يائسة لخلط الأوراق. الأردن لم يكن يوما تابعا ولا متواطئا، بل كان دائما سيد قراره، وحارس قضيته، وصوت العروبة الأخير.
‏ فلتخرسوا.