السائقون: مطبات «برغر الشوارع» تتسبب بأعطال المركبات وترفع كلفة الصيانة

mainThumb
السائقون: مطبات «برغر الشوارع» تتسبب بأعطال المركبات وترفع كلفة الصيانة

14-09-2025 02:10 PM

printIcon

أخبار اليوم - تصاعدت شكاوى السائقين في مختلف المدن الأردنية من انتشار المطبات المرتفعة والطبّات السيراميكية الصفراء التي يصفونها بـ«برغر الشوارع»، لما تحدثه من هزّات قوية وارتطامات مفاجئة، وسط اتهامات بأنها تتسبب بأعطال متكررة للمركبات وتضاعف فواتير الصيانة الشهرية.

ويؤكد سائقون أن هذه العوائق، التي توضع أحيانًا دون لوحات تحذيرية أو طلاء عاكس، باتت عبئًا يوميًا على جيوبهم، حيث تكبدهم إصلاحات متكررة في أنظمة التعليق والإطارات والجنطات، فضلًا عن اضطرارهم للتعامل مع الفرملة الحادة نتيجة كثرتها على مسافات قصيرة، ما يرفع من احتمالية وقوع الحوادث، خاصة لراكبي الدراجات النارية والهوائية.

ويشير آخرون إلى أن تعدد هذه المطبات غير المعيارية على الشوارع الرئيسة والفرعية أفقد الطريق وظيفته الأساسية، وحوّل القيادة اليومية إلى تحدٍ مليء بالمفاجآت، حتى أن بعضهم بات يخصص جزءًا من دخله الشهري لإصلاحات ناجمة عنها، الأمر الذي يثقل كاهل الأسر في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

في المقابل، يرى سكان في بعض الأحياء أن المطبات، إذا ما نُفذت وفق المواصفات الصحيحة، كانت الحل الوحيد للحد من السرعات العالية وظاهرة «التشحيط» قرب المدارس والمستشفيات ودور العبادة، مؤكدين أن الالتزام بالسرعات المقررة كفيل بتقليل الأضرار التي يتحدث عنها السائقون.

من جهتهم، يحذر مهندسون مروريون من خطورة الاعتماد على «الطبّات» الصلبة المصممة أصلًا كشرائط تنبيهية على أطراف الطرق السريعة، مشددين على أن تركيبها عرضيًا كبديل عن المطبات المعيارية خطأ هندسي جسيم، لأنها تحدث ارتطامًا فجائيًا بدل التهدئة التدريجية. ويقترحون حلولًا بديلة مثل استخدام الكاميرات والرادارات، وتكثيف الدوريات، وتطبيق «الشرطة الهندسية» عبر تصميم جزر وسطية وتضييق بصري للمسارب.

كما يدعو سائقون وناشطون البلديات ووزارة الأشغال إلى مراجعة شاملة للمواقع التي وضعت فيها هذه العوائق، وإزالة غير المطابق منها، مع توحيد معايير المطبات الإسفلتية وربط تنفيذها بموافقات هندسية موثقة. ويشددون على أن تكلفة إنشاء مطب واحد مطابق أرخص بكثير من دورة «الإصلاح–الضرر» التي تستنزف المواطن والخزينة معًا.

وبين حاجة الأحياء إلى ضبط السرعات وحق السائقين في طرق آمنة غير معاقِبة، تبقى الكرة في ملعب الجهات المعنية لوضع حد للفوضى، والبحث عن توازن يحقق سلامة المشاة ويحافظ على المركبات في آن واحد. وفي المحصلة، كما يقول السائقون، «مطب واحد مدروس أفضل من عشرات برغر الشوارع التي تحوّل الطريق إلى ورشة صيانة مفتوحة».