اتهامات لـ«الإخوان» بالاستيلاء على تبرعات غزة تعيد الحديث عن تمويل التنظيم

mainThumb
اتهامات لـ«الإخوان» بالاستيلاء على تبرعات غزة تعيد الحديث عن تمويل التنظيم

18-11-2025 12:02 PM

printIcon

أخبار اليوم - يواجه تنظيم «الإخوان» اتهامات بالاستيلاء على تبرعات جُمعت باسم قطاع غزة، وذلك عبر شبكات يشتبه بارتباطها بالجماعة، وهو ما أعاد الحديث عن مصادر تمويلها، وكيفية توظيف الأموال المخصصة للجهود الإنسانية لخدمة مصالح الجماعة المحظورة في مصر.

وعلق عدد من السياسيين والمهتمين بشؤون الجماعات الإسلامية على وقائع «سرقة التبرعات» وعدُّوها «فضيحة تلاحق تنظيم الإخوان مع المتاجرة بآلام الفلسطينيين»، مع وجود اتهامات رسمية من جانب حركة (حماس) لمؤسسات على علاقة بالتنظيم في تركيا بسرقة المساعدات وعدم صرفها في مساراتها السليمة.

وقال الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، ماهر فرغلي، في تدوينة على موقع «إكس»، السبت، إن «(الإخوان) سرقوا نصف مليار دولار من أموال التبرعات لقطاع غزة في حملة واحدة»، مضيفاً أن «الجماعة اعتادت استغلال (غزة والأقصى وفلسطين) لجمع الأموال، لكن (حماس) هذه المرة رفضت ما جرى».

وفند أصل هذه الاتهامات، قائلاً: «القصة أن هناك شاباً حمساوياً اسمه خالد حسن، بدأ بكشف فساد جمعية (وقف الأمة) التي أسسها إخوان الأردن».

وأضاف فرغلي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «ظهور واقعة السرقة للعلن يعود إلى خلافات حول آلية جمع الأموال بين (حماس) وتنظيم (الإخوان)، ورأت الحركة أن هناك جهات داخل التنظيم تتولى هذه العملية بعيداً عنها ودون التنسيق معها؛ ما يشير لوجود صراع بين التنظيم الدولي للجماعة وأفرعه».

الجذور
تعود جذور الاتهامات إلى 27 يناير (كانون الثاني) 2024، حينما أصدرت حركة «حماس» بياناً رسمياً موجهاً «إلى من يهمه الأمر»، أعلنت فيه «رفع الغطاء» عن مؤسسات «وقف الأمة» و«منبر الأقصى»، و«كلنا مريم»، إضافة إلى عدد من الشخصيات الإخوانية بعضها موجود في تركيا، متهمة إياها بسرقة التبرعات، من دون تحديد قدر «المسروقات».

وقال فرغلي إن «آلية جمع التبرعات للدول الإسلامية التي تعاني صراعات وأزمات بمثابة وسيلة مهمة لتمويل التنظيم، وهي قضية في الأغلب تكون مركزية على مستوى التنظيم الأم. وعودة الاتهامات مجدداً من جانب محسوبين على حركة (حماس) يرجع لأن جمعية (وقف الأمة) بدأت حملات جديدة لجمع التبرعات بعيداً عن الحركة».

وتُعرّف مؤسسة «وقف الأمة» نفسها، عبر موقعها الرسمي، بأنها «وقف خيري يعمل من تركيا منذ عام 2013، ويركز على مشاريع مرتبطة بالقدس، والمسجد الأقصى، وغزة»، وتشمل أنشطتها حملات لجمع التبرعات، وفعاليات تعريفية، ومؤتمرات، وبرامج بعنوان «سند الوقف» وغيرها.

وعلق الإعلامي المصري مصطفى بكري على الواقعة عبر حسابه بمنصة «إكس» قائلاً: «فضيحة جماعة الإخوان ومؤسسة (وقف الأمة) التابعة لهم في سرقة نصف مليار دولار من أموال التبرعات التي جمعوها من شتى أنحاء العالم بزعم إغاثة أهالي غزة هي وصمة عار في جبين هذه الجماعة».

وأضاف: «هذه الجماعة تاجرت بآلام الفلسطينيين والكارثة التي تعرضوا لها على يد المحتل الإسرائيلي في غزة»، وتابع: «مَن كشف هذه الفضيحة عناصر (حماس) نفسها، ولم تستطع الجماعة تبرير هذه الفضيحة التي ستظل تلاحقهم أبد الدهر».


وفي يوليو (تموز) الماضي، كشفت تحقيقات موسعة أجرتها السلطات الأردنية عن «نشاط مالي غير مشروع تورطت فيه جماعة الإخوان»، وهي محظورة في الأردن.

وجاء في التحقيقات: «الجماعة استغلت حرب غزة لجمع تبرعات بطريقة غير قانونية، دون أي شفافية في إعلان مصادر الأموال أو آليات إيصالها، ودون تنسيق مع جهات دولية أو إغاثية».

«مصالح سياسية وآيديولوجية»
وقال الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية منير أديب: «واقعة السرقة التي رصدها بيان (حماس) ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، لكن دون أن يتم الإعلان ذلك بشكل رسمي، والحركة طالبت جمعية (وقف الأمة) بأموال التبرعات دون استجابة لطلبها ما دفعها للكشف عن الواقعة».

وأضاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «واقعة السرقة لا تعني وجود أزمة تمويلية يعانيها التنظيم الدولي الذي لديه مصادر عديدة لجمع الأموال عبر الاستثمارات والتبرعات والأموال المهربة من دول عربية إلى الخارج، لكن ما جرى الكشف عنه يأتي في إطار التوظيف التاريخي من جانب الجماعة للقضية الفلسطينية في تحقيق مصالح سياسية وآيديولوجية ومادية أيضاً».


وأشارت «حماس» إلى أن «المؤسسات استحوذت على الأموال خلال العامين السابقين، وأنها باتت تعمل بعيداً عن التوجيهات وتستخدم تزكيات قديمة لجمع التبرعات بشكل يضر بأهل غزة والقدس»، مؤكدة تشكيل لجان خاصة لاستعادتها دون جدوى.

الباحث في شؤون الأمن الإقليمي والحركات الإسلامية، أحمد سلطان، قال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «ظهور وقائع السرقة للعلن يرجع لأن الدائرة المالية لحركة (حماس) طالبت بوصول أموال التبرعات إليها دون أن يستجيب تنظيم (الإخوان)».

وأضاف: «الأشهر الماضية كانت شاهدة على اتهامات من الحركة إلى الجماعة، لعدم قيامها بدور داعم لها في أثناء الحرب على قطاع غزة».