(أخبار اليوم – تالا الفقيه)
أكدت أخصائية الصحة النفسية والمدرّبة المعتمدة آلاء ضاهر أن الاعتذار الحقيقي يشكّل أحد أهم أسس بناء الثقة داخل العلاقات الإنسانية، مشيرة إلى أن الاعتذار ليس مجرد كلمة عابرة، بل سلوك واعٍ يقوم على الاعتراف بالخطأ وتحمل المسؤولية والاستعداد لتغيير السلوك.
وأوضحت ضاهر أن دراسات في علم النفس الاجتماعي أثبتت أن الاعتذار الصادق يرفع بشكل ملحوظ فرص ترميم الثقة المتضررة، خاصة في العلاقات القريبة، لافتة إلى أن غياب الاعتذار أو تقديمه بصيغة شكلية يفاقم الشعور بانعدام الأمان العاطفي لدى الطرف الآخر.
وبيّنت أن الاعتذار المباشر وجهًا لوجه يحمل أثرًا نفسيًا أكبر، خصوصًا في الأخطاء السلوكية، لما يتضمنه من نبرة صوت هادئة وتواصل بصري ولغة جسد متواضعة، وهي عناصر تمنح إشارات أمان للطرف المتلقي، في حين قد يكون الاعتذار المكتوب مناسبًا في العلاقات الحساسة أو للأشخاص الذين يحتاجون إلى مساحة للتفكير قبل التعبير.
وحذّرت ضاهر من أسلوب الاعتذار غير المباشر، الذي يتضمن تبرير الخطأ أو التقليل من مشاعر الآخر، مؤكدة أن هذا الأسلوب لا يُعد اعتذارًا حقيقيًا، وغالبًا ما يؤدي إلى تعميق الجرح بدل معالجته.
وختمت بالتأكيد على أن الاعتذار شجاعة عاطفية ومهارة أساسية من مهارات الذكاء العاطفي، تسهم في تخفيف التوتر النفسي، وتحسين جودة العلاقات، وتعزيز الشعور بالأمان والاستقرار النفسي لدى الأفراد.