أبو شاشية: الدماغ لا ينسى اللحظات المحرجة لأنها ترتبط بمشاعر قوية وآليات حماية

mainThumb
أبو شاشية: الدماغ لا ينسى اللحظات المحرجة لأنها ترتبط بمشاعر قوية وآليات حماية

17-12-2025 04:47 PM

printIcon

أخبار اليوم – سارة الرفاعي

قالت مستشارة علم النفس رانيا أبو شاشية إن اللحظات المحرجة تبقى عالقة في الذاكرة لفترات طويلة لأنها ترتبط بمشاعر قوية مثل الخجل والخوف والارتباك، موضحة أن هذه المشاعر تعمل كـ“غراء للذاكرة” يجعل الحدث يُخزَّن بقوة أكبر من المواقف العادية.

وأضافت أبو شاشية أن الدماغ يتعامل مع المواقف المحرجة باعتبارها دروسًا اجتماعية مهمة، لذلك يعيد تشغيلها من وقت إلى آخر، خصوصًا قبل النوم، حيث يبدأ بمراجعة أحداث اليوم وفتح “ملفات قديمة” في لحظات الهدوء وغياب الانشغال، فتظهر الذكريات وكأنها حدثت في اللحظة نفسها.

وبيّنت أن الإنسان يبالغ في تقييم هذه المواقف بشكل كبير، إذ يراها كأنها كوارث حقيقية، بينما هي في الواقع لحظات عابرة، مشيرة إلى أن السبب يعود إلى أن الشخص يراقب نفسه بدقة مفرطة، ويركّز على كل كلمة وحركة وخطأ، في حين أن الآخرين لا يمنحون هذه التفاصيل أي اهتمام يُذكر.

وأوضحت أبو شاشية أن الدراسات تؤكد أن الآخرين لا يتذكرون المواقف المحرجة كما نتصورها، بل غالبًا ما تُنسى خلال أقل من 24 ساعة، وحتى إن تذكروها لاحقًا تكون ذكرى باهتة خالية من الشحنة الشعورية نفسها، لأن الناس بطبيعتهم منشغلون بحياتهم وصورتهم الذاتية.

وأكدت أن الدماغ يمنح أهمية أكبر للحظات السلبية لأنه مبرمج على الحماية لا على الراحة، حيث كان الاحتفاظ بالأخطاء والتجارب السلبية في الماضي وسيلة لتجنب التهديدات مستقبلًا، بينما لا تُخزَّن اللحظات الجميلة بالقوة نفسها لغياب عنصر الخطر فيها.

وختمت أبو شاشية حديثها بالتأكيد على أن المواقف المحرجة لا تظل حاضرة لأنها مهمة بحد ذاتها، بل لأن الدماغ يصنّفها كدروس يجب الاحتفاظ بها، داعية إلى التعامل مع الذات بلطف، وعدم القسوة في الحكم على النفس، لأن العالم – كما قالت – قاسٍ بما فيه الكفاية.