بغض النظر عن نتيجة المباراة لفريق النشامى مع المغرب كان الفوز المعنوي أكبر من مما سجلته الأرقام ، كانت خسارة بنكهة الفوز ..
الفوز لايكون برقم ،فالارقام احيانا تخضع لظروف خارجة عن إرادة التحدي والطموح .. لكن الفوز المعنوي كان بالوحدة واللحمة والتلاحم بين أطياف الشعب الأردني في الداخل والخارج
نشامى الفريق منهم المسلم والمسيحي والبدوي والفلاح ، من غرب وشرق النهر والشمال والجنوب وقد يكون من اقليات غير عربية تعيش وعاشت وأنخرطت وامتزجت مع وحدة النسيج الوطني الأردني
أن من تابع هذه الأيام لحالات وقصص كل الأردنيين داخل وخارج الوطن ومن مختلف الأطياف يدرك ان الأردن هو بستان الأمان والضمان الأجتماعي الحقيقي تنوعت غراسه على حب الوطن والاخلاص له
هذا البستان الذي سياجه الخارجي الهاشميون والجيش والأجهزة الأمنية.. وفي الدور الثاني وحدة الشعب الضاربة في الأرض كجذور شجر زيتون المهراس، وامتداده على مساحة الوطن يشبة تماما أشجار العنب الوارفة ممتدة الظل
في وسط البستان أشجار التفاح التي مثلت النشميات الاردنيات أخوات الرجال وهن يرفدن الوطن بالرجال والأجيال التي تبني له مستقبلا زاهرا مزدهرا
وفي بؤرة البستان الأزهار والورود المتفتحة متضايقة الألوان وهي تحاكي أحلام الطفولة التي رضعت الوطنية وتوشحت اليوم بالشماغ الأردني وقبلت الرايه ... هذه التربة الطيبة أثبتت أن الطيب لايعطي الاطيبا ، وأن الطيب لايخرج الا من طيّب .. تربة عطرها التاريخ والمجد مرّ على ثراها النبي محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام ، والحضن الذي ضم مقامات الأنبياء وعشرات الآلاف من الصحابة ودارت على أرضه اشرف المعارك التي غيرت مجرى التاريخ ، الأرض التي أعطت لفلسطين دماء الشباب بسخاء وما زالت وستبقى .. لها عين على الزناد ، وعين على القدس
النشامى حقق الفوز العظيم بتوحيد كل شرائح الشعب الأردني ،وخسارة بطعم الفوز والاستماتة من أجله .