ماكرون سيدعو الشرع خلال استقباله إلى حماية “جميع المواطنين”

mainThumb
ماكرون سيدعو الشرع خلال استقباله إلى حماية “جميع المواطنين”

07-05-2025 03:01 PM

printIcon

أخبار اليوم - يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس الأربعاء الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، في أول زيارة له إلى الغرب التي تثير جدلا، وسيدعوه إلى معاقبة المسؤولين عن “الانتهاكات” التي أساءت إلى صورة السلطات الجديدة بعد إطاحة بشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر.

وسيبحث الشرع مع ماكرون في باريس في عدد من الملفات في مقدمها إعادة الإعمار وآفاق التعاون الاقتصادي لا سيما في مجالي الطاقة والطيران، وفق ما أفاد مصدر رسمي في وزارة الإعلام وكالة فرانس برس الثلاثاء.

كذلك، تشمل المباحثات، وفقا للمصدر “ملفات هامة لعل أبرزها التحديات الأمنية التي تواجه الحكومة السورية الجديدة والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على السيادة السورية، والعلاقات مع دول الجوار وخصوصا لبنان”، الدولة المجاورة لسوريا التي تجمعها معها مصالح مشتركة، وتشكّل فرنسا أحد داعميها التقليديين.

وشدد المصدر على أهمية الزيارة “كونها الأولى لدولة أوروبية بعد سقوط النظام البائد بما يسهم في تطوير العلاقات الخارجية للدولة واستعادة مكانتها”.

تعرض الرئيس الفرنسي لانتقادات شديدة من اليمين الفرنسي واليمين المتطرف بسبب دعوته للشرع الجهادي السابق الذي سيستقبله بعد الظهر في قصر الإليزيه قبل مؤتمر صحافي مشترك.

وأعربت زعيمة “التجمع الوطني” مارين لوبن عن “الصدمة والاستياء” واصفة الرئيس السوري بـ”الجهادي الذي انضم إلى تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة”.

وندّد لوران فوكييه رئيس كتلة حزب “الجمهوريين” في البرلمان بـ”خطأ جسيم”.

ودعت مجموعة العلويين الفرنسيين التي تتهم الشرع بـ”الإبادة الجماعية والتطهير العرقي” إلى التظاهر في الساعة 14,00 (12,00 بتوقيت غرينتش) في باريس.

وأثارت الاشتباكات ذات الطابع الطائفي التي أسفرت في آذار/ مارس عن مقتل 1700 شخص، معظمهم من العلويين في غرب البلاد، والمعارك التي دارت أخيرا مع مسلحين دروز، والانتهاكات التي وثّقتها منظمات غير حكومية، الشكوك حول قدرة السلطات الجديدة على ضبط بعض المقاتلين المتطرفين التابعين لها.

ويأمل ماكرون من خلال استقباله في المساعدة في بناء “سوريا حرّة ومستقرّة وسيدة تحترم كلّ مكوّنات المجتمع السوري”، على ما أفاد قصر الإليزيه وكالة فرانس برس الثلاثاء.

وأكّدت دوائر الرئيس ماكرون أنها على دراية بـ”ماضي” بعض المسؤولين السوريين وهي حريصة على “عدم التساهل” مع “الجماعات الإرهابية”.

الخشية من مواجهات طائفية جديدة
وفي ظلّ الانتقادات التي تثيرها زيارة الرئيس السوري، أصدر الإليزيه بيانا قال فيه إن الرئيس الفرنسي سيطلب من الشرع خلال زيارته “الحرص على جعل مكافحة الإفلات من العقاب واقعا” و”محاكمة” المسؤولين عن “تجاوزات بحق المدنيين”.

وشدّد قصر الإليزيه على أن “طلبنا هو حماية كلّ المدنيين، أيا كان أصلهم وديانتهم”، مشيرا إلى “قلق شديد” يساور فرنسا إزاء “رؤية مواجهات دينية عنيفة للغاية تعود” إلى سوريا.

وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو عبر إذاعة “آر تي ال”، “أن عدم الانخراط في حوار مع هذه السلطات الانتقالية سيكون غير مسؤول تجاه الفرنسيين، وسيكون خصوصا بمثابة فرش السجادة الحمراء لتنظيم الدولة الإسلامية”.

وأوضح أن “مكافحة الإرهاب وضبط تدفق المهاجرين وضبط تهريب المخدرات” علاوة على “مستقبل لبنان”، “كل هذا مرتبط بشكل كبير بالوضع في سوريا”.

ومنذ تولّيه السلطة في دمشق، يحاول الشرع تقديم صورة مطمئنة للمجتمع الدولي الذي يحضّه على احترام الحريات وحماية الأقليات.

رفع العقوبات
ويسعى الشرع حاليا لرفع العقوبات المفروضة على سوريا حين كانت لا تزال تحت حكم الأسد، والتي تستنزف الاقتصاد المخنوق بعد نزاع استمر 14 عاما في هذا البلد الذي يعيش 90% من سكانه تحت خط الفقر، وفقا للأمم المتحدة.

ولا يزال أحمد الشرع الذي كان زعيما لهيئة تحرير الشام المنبثقة من فرع تنظيم القاعدة السابق في سوريا، يخضع لحظر سفر فرضته الأمم المتحدة.

ومن المرجح أن تكون فرنسا اضطرت إلى طلب استثناء من الأمم المتحدة للسماح له بزيارتها.

وإذ تؤيد رفع بعض العقوبات الأوروبية وترى أن العقوبات الأمريكية “تثقل كاهل السلطات الانتقالية من أجل الشروع في عملية إعادة الإعمار وجذب الاستثمارات الأجنبية”، ترى فرنسا أن الوقت لم يحن بعد لحذف الرئيس السوري من قائمة عقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

(أ ف ب)