بالذكاء الاصطناعي .. المغرب يحد من حرائق الغابات

mainThumb
بالذكاء الاصطناعي.. المغرب يحد من حرائق الغابات

19-05-2025 02:00 PM

printIcon

أخبار اليوم - خلال السنوات القليلة الماضية، اعتمد المغرب على التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي لمواجهة الحرائق التي تندلع في الغابات، ما ساهم في تقليل عددها والحد من تداعياتها.

ولرصد الحرائق مبكرا، توظف المملكة طائرات مسيرة وأجهزة استشعار أرضية وكاميرات تعمل بالذكاء الاصطناعي، حيث يمكن وضعها في المناطق المعرضة للحرائق، للكشف عن الدخان أو ارتفاع درجة الحرارة.

وتعد “أجهزة الاستشعار الأرضية” شبكات من أجهزة الاستشعار المدعمة بإنترنت الأشياء.

وسنويا، يتعرض المغرب لحرائق في الغابات التي تغطي 12 بالمئة من مساحة البلاد.

الرصد.. نقطة قوة
أبرز الخبير المغربي في مجال البيئة مصطفى بنرامل، ضرورة استخدام التكنولوجيا الحديثة لمكافحة الحرائق، عبر دعم التوجه نحو استخدام الأقمار الصناعية والطائرات المسيرة والذكاء الاصطناعي لرصد وتتبع الحرائق.

وقال بنرامل إن عملية الرصد عبر آليات التكنولوجيا الحديثة “إحدى نقاط القوة في عمليات التدخل لمواجهة الحرائق”.

وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يستخدم في تحليل البيانات الواردة من الأقمار الصناعية، والطائرات المسيرة، وأجهزة الاستشعار الأرضية للتنبؤ بمخاطر الحرائق واكتشافها مبكرا.

وشدد على أن التكنولوجيا الحديثة “تلعب دورا متزايد الأهمية والفعالية في الحد من الحرائق في مختلف المراحل، سواء عبر الكشف المبكر أو أثناء اندلاعها أو بعد إخمادها”.

وأشار الخبير المغربي إلى أن الأقمار الصناعية توفر صورا جوية واسعة النطاق، تساعد في رصد التغيرات التي تحدث في الغطاء النباتي ودرجات الحرارة.

واعتبر أن هذه التكنولوجيا “تساعد في الكشف المبكر عن الظروف التي قد تؤدي إلى نشوب حرائق، أو حتى اكتشاف الحرائق في مراحلها الأولية قبل انتشارها بشكل كبير”.

ولفت بنرامل إلى أن بعض الأقمار الصناعية مجهزة بتقنيات التصوير الحراري لرصد النقاط الساخنة، وهو ما يساعد في الوقاية من الحرائق والكشف المبكر عنها.

وأبرز أهمية الطائرات المسيرة التي يمكن تزويدها بكاميرات حرارية وأنظمة تصوير متعددة الأطياف لمراقبة مناطق واسعة بكفاءة وفعالية.

وتابع أن هذه الطائرات “توفر صورا في الوقت الفعلي وتساعد في تحديد النقاط الساخنة وتوقع سلوك ومسار الحريق”.

وبحسب الخبير المغربي، فإن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على “تحليل أنماط انتشار الحرائق للمساعدة في جهود المكافحة”.

آليات فعالة
باستخدام أوجه التكنولوجيا المتعددة، تراجعت المساحات التي اجتاحتها الحرائق في المغرب إلى 870 هكتارا خلال عام 2024، بعدما أتت على 6426 هكتارا في 2023، وفق معطيات رسمية.

وفي السياق، أعدت الوكالة المغربية للمياه والغابات، آليات استشعار تسمح بتقييم درجة خطورة الحرائق، وتسمح أيضا باستباق إمكانية حدوثها من خلال تدابير وقائية مناسبة.

وبحسب الوكالة المغربية، تم التمكن من تحسين تجهيزات ووسائل التدخل لمواجهة الحرائق، وتعزيز القدرات التقنيّة للطاقم المكلّف بحماية الغابات من الحرائق.

وتقوم الوكالة وبشكل سنوي، بتنفيذ برنامج عمل لمحاربة والوقاية من حرائق الغابات، يرتكز على الوقاية والكشف والإنذار ومحاربة الحرائق.

ووفق تقرير لها، تنفذ الوكالة هذا البرنامج بالشراكة مع مجموع الفاعلين المعنين خاصة الوقاية المدنية، والدرك الملكي، والقوات المسلحة الملكية (الجيش)، والقوات المساعدة (تقوم بمهام أمنية)، والسلطات المحلية ووزارة التجهيز والنقل، والمكتب الوطني للمطارات (حكومي).

وأشار التقرير إلى أن إجراءات الوقاية من الحرائق تشمل تثقيف المواطنين، وترميم واقتلاع الأشجار المحاذية للطرقات وخطوط التيارات الكهربائية عالية الضغط التي تمر وسط الغابات.

الذكاء الاصطناعي وأجهزة الاستشعار
وفيما يتعلق بالكشف والإنذار، تعمل الوكالة المغربية للمياه والغابات، وفق تقارير لها، على تعزيز حراسة الغابات ضمن المناطق الأكثر عرضة للحرائق من خلال إنشاء مراصد ثابتة ومتنقلة للمراقبة، وإعداد الخرائط الخاصة بمخاطر حرائق الغابات.

أما في إطار مواجهة الحرائق، فتعمل الوكالة على تزويد وحدات التدخل بالمعدات الأساسية لمكافحة الحرائق، واقتناء مواد من شأنها الحد من سرعة انتشار الحرائق، بينها طائرات إخماد النيران.

كما تحرص الوكالة على المساهمة في تجهيز المطارات والقواعد الجوية الاستراتيجية، خاصة بطنجة والناظور وفاس، والقنيطرة وتازة، بالبنى التحتية والتجهيزات الأساسية، مثل المنصات وحظيرة الطائرات وخراطيم إطفاء الحرائق ومعدات ضخ المياه.

وفيما يتعلق بمرحلة ما بعد الحريق، أبرز الخبير المغربي بنرامل أن سلطات بلاده تستخدم الطائرات المسيرة والأقمار الصناعية لتقييم الأضرار بعد الحرائق، ورسم خرائط للمناطق المتضررة للمساعدة في جهود التعافي وإعادة التأهيل.

خطط مستقبلية
وعلى هذا النحو، أشار بنرامل إلى أن المغرب “يعمل على “تطوير روبوتات ذكية يمكنها الدخول إلى المناطق الخطرة للمساعدة في إطفاء الحرائق، والكشف عن الغازات، وتوفير معلومات مرئية عن بعد”.

وعليه، يرى بنرامل أن التكنولوجيا الحديثة تعتبر “فعالة للغاية في تعزيز القدرة على الحد من الحرائق”، خاصة أنها تساهم في الكشف المبكر، ما يتيح استجابة أسرع ويقلل حجم الأضرار.

ورأى أن هذه التكنولوجيا تساهم في تحسين الوعي الظرفي، عبر توفير معلومات دقيقة وفي الوقت الفعلي لفرق الإطفاء، بالإضافة إلى زيادة السلامة بتقليل المخاطر على رجال الإطفاء من خلال استخدام الطائرات المسيرة والروبوتات في المناطق الخطرة.

الخبير المغربي ركز على أن التكنولوجيا تعمل على تحسين إدارة الموارد عبر توجيهها بشكل أكثر فعالية بناء على بيانات دقيقة عن انتشار الحريق، داعيا إلى زيادة الاستثمارات في هذا المجال.

(الأناضول)