أخبار اليوم - في مفترق الزهور، أحد المفترقات الحيوية في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، يعرض الشاب أدهم نصر وصديقه خليل حسين مواقد نار بديلة، صنعاها يدوياً من مخلفات علب الصفيح، بهدف مساعدة الناس في التغلب على أزمة الغاز المتفاقمة.
وحظيت المبادرة بإعجاب المارة الذين تجمعوا حول أحد المواقد المشتعلة أمامهما، حيث تولّى نصر شرح فكرته، في حين كان صديقه يغذي النار بالحطب، مستعرضين بساطة الفكرة وكفاءتها.
وأوضح نصرأن الفكرة تعتمد على وضع أسطوانة صغيرة مثقوبة من الجوانب داخل أخرى أكبر حجمًا، مع ترك مساحة فاصلة بينهما تُملأ بالطين أو الخرسانة لتحمّل الحرارة.
وأضاف أن التصميم يتضمن أنبوبًا خاصًا لتهوية الهواء، يدخل من خلاله تيار هوائي عبر مروحة مأخوذة من جهاز حاسوب مستعمل، وتُشغّل باستخدام البطارية. ويتم إشعال الموقد باستخدام الحطب أو الجفت أو الفحم.
وبيّن نصر أنه مع استمرار أزمة الغاز، حاول أن يقدم حلاً عمليًا بوسائل بسيطة.
وأكد أنه رغم غياب المواد المتطورة، استطاع بالإرادة والتجربة أن يخرج بنتيجة فعالة تساعد الناس في حياتهم اليومية.
من جانبه، أوضح صديقه خليل حسين أن المواقد تُصنع بأحجام متعددة، بأسعار تبدأ من 25 شيقل وتصل إلى 100 شيقل، حسب الحجم والخامات.
ولفت لـ"فلسطين أون لاين" إلى أن هذه المواقد أثبتت فعاليتها، حيث توفّر نارًا متواصلة، قليلة الدخان، وآمنة نسبيًا، ويمكن استخدامها داخل المنازل أو الخيام المغلقة.
وأشار نصر إلى أن الفكرة استلهمها عندما شاهد أحد محال بيع الفلافل يستخدم نموذجًا مشابهًا بحجم أكبر، كان يعتمد على جهاز لتجفيف الشعر لتوفير هواء مستمر يحافظ على اشتعال النار.
وفي مشهد لافت، عبّر أبو صهيب الخالدي عن تقديره للفكرة قائلًا: "ما يقوم به هؤلاء الشباب مبادرة تستحق الاحترام، لكنها في الوقت ذاته تذكرنا بحجم المعاناة التي نعيشها يوميًا.
وأضاف: "لا ينبغي أن نعتاد على هذه الحلول الطارئة، بل يجب أن يتحرك العالم لإنهاء الحرب ورفع الحصار المفروض علينا."
وتأتي هذه المبادرة في وقت يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي قطع كافة إمدادات الوقود والكهرباء عن قطاع غزة، ضمن حرب مستمرة منذ قرابة العامين، أسفرت عن كارثة إنسانية خانقة، وسط صمت عربي ودولي مطبق.
المصدر / فلسطين أون لاين