أخبار اليوم - أربيل - صفوت الحنيني - أكد المحلل السياسي السوري شفان إبراهيم، ، أن العلاقات الأردنية السورية تشهد تحولاً لافتًا بعد أكثر من عقد ونصف من الفتور والقطيعة شبه التامة، مشيرًا إلى أن إعادة ترتيب العلاقة بين البلدين تأتي على خلفية مصالح أمنية واقتصادية مشتركة.
وقال إبراهيم في حديثه لـ"أخبار اليوم " ، إن تأسيس مجلس تنسيقي مشترك بين عمّان ودمشق يعد خطوة مهمة باتجاه بناء علاقة مؤسسية جديدة تقوم على التعاون، خاصة في ملفي الأمن والاقتصاد، وهو ما يشير إلى تغير جوهري في شكل العلاقة الثنائية.
وأوضح أن الاستقرار الإقليمي والتحولات في المزاج السياسي العربي تجاه سوريا، يشكلان دافعًا لتقارب عربي سوري، والأردن جزء أساسي من هذا التقارب، مضيفًا أن "البلدين يدركان حاجتهما المتبادلة في ضبط الحدود ومكافحة تهريب المخدرات، وعلى رأسها الكبتاغون، إضافة إلى التعاون في ملفات الطاقة والنقل والتبادل التجاري".
وأكد إبراهيم أن الأردن يعاني اقتصاديًا وسوريا بحاجة إلى إعادة إعمار، ما يجعل من تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات مثل الربط الكهربائي، والطريق البري، فرصة لإنعاش الاقتصاد في الجانبين.
وأضاف أن الأردن ينظر إلى نفسه كطرف فاعل سياسيًا في المنطقة، ويسعى لاستعادة دوره في دعم الاستقرار داخل الأراضي السورية، والمشاركة في المسارات السياسية الإقليمية والدولية المتعلقة بسوريا، وليس الاكتفاء بدور "الجار الهادئ أو السلمي".
وفي ملف اللاجئين، أوضح إبراهيم أن الأردن يُصر على عودة طوعية للاجئين السوريين، وهو ما يتطلب توفير بيئة آمنة في الداخل السوري، بالتوازي مع جهود إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار الأمني.
واختتم المحلل السياسي حديثه بالقول إن هذا التقارب لا ينعكس فقط على العلاقات الثنائية أو اللقاءات البروتوكولية، بل يُعد جزءًا من تحولات أوسع في المشهد الجيوسياسي للمنطقة، مؤكدًا أن سوريا بحاجة إلى الأردن تمامًا كما هي بحاجة إلى دول أخرى كالعراق ولبنان وتركيا والسعودية وقطر، فيما الأردن بدوره يحتاج إلى سوريا في ملفات متعددة.