أخبار اليوم - تالا الفقيه - حذّرت الدكتورة رولا بزادوغ، المتخصصة في الإرشاد التربوي والأسري، في حديثها لـ"أخبار اليوم"، من ظاهرة خطيرة تتصاعد في المجتمعات العربية، وهي تصوير ونشر فيديوهات لأطفال يتحدثون بأسلوب لا يتناسب مع أعمارهم، بهدف الترفيه أو حصد المشاهدات، معتبرة أن ما يحصل يمثل تسليعًا للطفولة وتطبيعًا مبكرًا لمفاهيم الكبار في بيئة رقمية غير منضبطة.
وجاء حديث بزادوغ تعليقًا على الفيديو المتداول مؤخرًا لطفل يتحدث عن "صديقته جود"، والذي أثار جدلاً واسعًا على مواقع التواصل بين من اعتبره طريفًا وعفويًا، وآخرين رأوا فيه مؤشرًا مقلقًا على التأثير السلبي للمحتوى الرقمي على وعي الأطفال ونضوجهم المبكر.
وقالت بزادوغ: "عندما يستخدم طفل صغير مفاهيم ومصطلحات عاطفية لا تتناسب مع عمره، فهذه ليست براءة أو طرافة، بل تعكس تعرضًا لمحتوى غير مناسب عبر منصات مثل يوتيوب وتيك توك أو حتى من المحيط القريب". وأضافت أن الخطر الحقيقي لا يكمن في الكلام ذاته، بل في غياب الفلاتر العمريّة وتحول مشاعر الطفولة إلى دراما علاقات مصغرة.
وأشارت إلى أن الدور الأخطر يقع على الأهل الذين لا يكتفون بالسماح لأطفالهم باستخدام الأجهزة بلا رقابة، بل يتفاعلون مع هذه المقاطع ويقومون بنشرها وترويجها، مما يعزز لدى الأطفال ارتباطًا مشوهًا بالشهرة والظهور.
وأوضحت أن الأطفال لا يستطيعون التمييز بين التفاعل الإيجابي والتنمر أو الفضول الزائد، ما يجعل الشهرة المبكرة في بعض الحالات سببًا في ضغوط نفسية وعزلة مستقبلية.
وأكدت بزادوغ أن على المجتمع مسؤولية كبيرة في التصدي لهذه الظاهرة، تبدأ من مراجعة تصرفات الأهل ومراقبة نوعية المحتوى المعروض للأطفال، ورفض تصويرهم في مواقف حساسة أو مبالغ فيها، مهما بدت "عفوية".
وختمت حديثها بالتأكيد على أن "الطفولة ليست مسرحًا للترفيه الرقمي"، داعية الأهالي إلى حماية أطفالهم من الاستخدام غير الواعي للتكنولوجيا، والتحلي بالمسؤولية في زمن تحكمه الشاشات.