حدادين: الاستقلال نقطة انطلاق لتمكين المرأة والمجتمع المدني في مادبا

mainThumb
حدادين: الاستقلال نقطة انطلاق لتمكين المرأة والمجتمع المدني في مادبا

25-05-2025 11:21 AM

printIcon

أخبار اليوم - في رؤية ثاقبة تستشرف مسيرة البناء الوطني، تؤكد الدكتورة هبا حدادين، المديرة العامة لمؤسسة مساواة للتدريب وحقوق الإنسان في محافظة مادبا، أن الاستقلال الأردني لم يكن مجرد محطة تاريخية عابرة، بل شكل نقطة انطلاق جوهرية لعملية بناء وطنية شاملة ومستمرة. وتجلت هذه المسيرة المباركة في محافظة مادبا تحديدًا، من خلال إحراز تقدم لافت في تمكين المرأة وتوطيد دور مؤسسات المجتمع المدني النسائية، التي باتت اليوم شريكًا فاعلًا وأساسيًا في رحلة التنمية والإصلاح.

لقد ألقت الدكتورة حدادين الضوء على التطورات المحورية التي شهدها القطاع النسائي في مادبا عقب الاستقلال، مشيرةً إلى توسع غير مسبوق في فرص تعليم الفتيات والنساء، بدءًا من المراحل الأساسية وصولًا إلى التعليم الجامعي. هذا التوسع لم يقتصر تأثيره على رفع مستوى الوعي والثقافة لديهن فحسب، بل كان بمثابة بوابة رئيسية فتحت آفاقًا واسعة لدخول المرأة المادبية إلى سوق العمل ومختلف مجالات الحياة العامة. وقد عزز هذا الانخراط الواسع من المشاركة الاقتصادية للمرأة، سواء من خلال المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي أطلقتها، أو عبر انخراطها في قطاعات عمل متنوعة، مما دعم استقلاليتها الاقتصادية وعزز من دورها المحوري في دعم الأسر. وإلى جانب ذلك، شهدت هذه الحقبة تعزيزًا تدريجيًا ومستمرًا للإطار القانوني الذي يدعم حقوق المرأة، وشمل ذلك قوانين الأحوال الشخصية، والحماية من العنف، وتوفير فرص العمل، مما ترك أثرًا إيجابيًا بالغًا وملموسًا على وضع المرأة في المجتمع المادبي.

وبتركيز خاص على قطاع مؤسسات المجتمع المدني، ولا سيما الجمعيات النسائية، أفادت الدكتورة حدادين بأن مادبا، على غرار باقي محافظات الأردن، شهدت تزايدًا ملحوظًا في عدد هذه المؤسسات والجمعيات التي تأسست بعد الاستقلال. هذه المؤسسات لم تكن مجرد كيانات تنظيمية، بل اضطلعت بأدوار حيوية ومتعددة الأوجه، تمثلت في الدفاع عن حقوق المرأة من خلال توعيتهن بحقوقهن وتقديم الدعم القانوني والاجتماعي اللازم، إضافة إلى التأهيل والتدريب عبر برامج نوعية لتعزيز المهارات المهنية والقيادية والإدارية، مما أسهم بشكل فعال في بناء قدرات النساء وفتح آفاق جديدة أمامهن. كما لعبت دورًا محوريًا في التوعية المجتمعية من خلال حملات مؤثرة حول قضايا حيوية مثل العنف ضد المرأة، والصحة الإنجابية، وأهمية المشاركة الفاعلة للمرأة في الشأن العام. ولم يغفل دور هذه المؤسسات في بناء القدرات والشبكات، حيث ساهمت بفعالية في بناء قدرات الناشطات النسويات وتشكيل شبكات تضامنية قوية لتعزيز العمل النسوي المشترك على مستوى المحافظة والوطن.

ختامًا، تؤكد الدكتورة هبا على أن دور هذه المؤسسات لم يقتصر على القضايا النسائية فحسب، بل امتد ليشمل المساهمة الفاعلة في التنمية الشاملة للمحافظة. وقد تجلى ذلك من خلال تنفيذ مشاريع تعليمية وصحية وبيئية رائدة، مع الحرص الدائم على إدماج منظور النوع الاجتماعي في جميع هذه المبادرات لضمان شموليتها وفعاليتها. وتُجمل الدكتورة هبا حدادين رؤيتها بأن إنجازات الاستقلال في مادبا، وخاصة في مجال تمكين المرأة والمجتمع المدني، هي خير دليل على مسيرة بناء وطنية مستمرة، حيث أصبحت النساء ومؤسساتهن ركيزة أساسية لا غنى عنها في تحقيق التنمية والتقدم الشامل للمحافظة والوطن.