أخبار اليوم - قوبلت تصريحات رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب موسى المعايطة، التي قال فيها إن "من المبكر الحكم على التجربة السياسية للأحزاب في الأردن"، بموجة واسعة من الانتقادات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها معلقون محاولة لتجميل واقع حزبي هش، وتجربة سياسية لا تمتلك مقومات الفاعلية الحقيقية.
ووجّه ناشطون ومواطنون تساؤلات حادة للمعايطة حول من يقرر دمج الأحزاب ومن يحدد قياداتها، قائلين إن الديمقراطية لا تُدار بقرارات فوقية، بل بإرادة شعبية حرة تفرز ممثلين حقيقيين بناءً على برامج واضحة وشفافة. وأضاف البعض بسخرية: "قررت معاليك مين يندمج مع مين؟ ومين يصوّت لمين؟"، في إشارة إلى ما وصفوه بالتدخل الرسمي في تشكيل الحياة الحزبية.
كما لفتت تعليقات إلى أن العائق الأكبر أمام أي تجربة حزبية حقيقية هو غياب العدالة في توزيع المقاعد، وهيمنة المصالح الفردية والمالية على المشهد، متسائلين: "عن أي برامج تتحدثون؟ كل رقم له سعره، والحزبية الحالية مبنية على منطق الصفقات لا المبادئ".
وطالب كثيرون بإلغاء الكوتا الحزبية من قانون الانتخاب، والعودة إلى أنظمة انتخابية أفرزت برلمانات أقرب للناس، بعيدًا عن التجريب المستمر الذي لم يفضِ إلى نتائج ملموسة.
وذهب آخرون إلى المقارنة مع أنظمة سياسية عالمية، قائلين: "الصين فيها حزب واحد فعّال ويدير مليار ونصف، ونحن لدينا أكثر من 40 حزبًا لا يُسمع لها صوت"، مشيرين إلى أن بعض الأحزاب في الأردن لا تملك قرارها، وتُدار حسب الطلب، وأن ما يُسمى بالمشهد الحزبي هو مجرد صورة مشوهة عن العمل السياسي الحقيقي.
وأكد معلقون أن الشعب الأردني، رغم وعيه وثقافته، لا يؤمن بفكرة الأحزاب الحالية لأنها لا تعبّر عنه، بل تُمثّل مصالح نخبوية لا تتصل بجوهر همومه، من بطالة وفقر وتهميش. واختتم بعضهم بالقول: "إن لم تكن هناك انتخابات نزيهة وقانون عصري وإرادة سياسية حقيقية، فلا معنى لأي حديث عن تجربة حزبية".