أخبار اليوم – صفوت الحنيني - أكدت المهندسة أسماء السكر، عضو مجلس محافظة العاصمة سابقًا، أن تجربة مجالس المحافظات "اللامركزية" مهمة جدًا رغم التحديات التي واجهتها، مشيرة إلى أن غياب البنية التحتية والمعايير الواضحة للتقييم، حال دون الحكم العادل على مدى نجاحها.

وقالت السكر، في حديث خاص: "كنت من فئة الشباب عند ترشحي للمجلس، وكان عمري آنذاك 25 أو 26 عامًا، وطرحت نفسي عن منطقة تعاني من تدنّي نسبة المشاركة الشعبية في الانتخابات، نتيجة ضعف الوعي بأهمية هذه المجالس".

وأوضحت أن فكرة مجالس المحافظات تقوم على إشراك المواطنين في تحديد احتياجاتهم الأساسية، من خدمات وبنى تحتية، والتواصل مع الجهات الرسمية المعنية لتحقيق المطالب التنموية، مضيفة: "الملف طُرح على أنه يهدف لتنمية المحافظات، لكن للأسف لم تتوفر له الأرضية المؤسسية المناسبة".

وانتقدت السكر غياب التقييم الرسمي لأداء المجالس، مؤكدة أن "التغذية الراجعة الوحيدة التي كنا نحصل عليها كانت من المواطنين أنفسهم، ولم تكن هناك معايير معتمدة من الدولة لتقييم الإنجاز".

وأضافت: "من خلال لجنة التربية والتعليم التي ترأستها، ساهمنا بإنشاء نحو 40 مدرسة، و19 مركزًا صحيًا، وتطوير بنى أساسية، خلال السنوات الماضية. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر أن التنمية لا تقتصر على المشاريع، بل يجب أن تسبقها بنية تحتية تستوعب الاستثمار والخدمات".

ودعت السكر إلى تعديل قانون مجالس المحافظات بما يضمن عدم إقصاء المواطنين من عملية تحديد الأولويات، وقالت: "من الضروري أن يكون المواطن شريكًا حقيقيًا في صنع القرار المحلي، وأن يحافظ على حقه في التصويت لاختيار من يمثله، لا أن يطالب بالتعيين، فهذه التجربة أثبتت أنها غير مجدية".

وختمت حديثها بالتأكيد على أن غياب التمثيل الشعبي الواعي والمباشر عن بعض المناطق، في ظل غياب الخدمات، يخلق أزمة حقيقية، "ونحن للأسف جرّبناها سابقًا وندرك حجم سلبياتها".