القدسي لـ"أخبار اليوم": إسرائيل ترفض كل دعم لفلسطين وترفض حل الدولتين .. وما حدث مع الوفد العربي يكشف طبيعة هذا الكيان

mainThumb
القدسي لـ"أخبار اليوم": إسرائيل ترفض كل دعم لفلسطين وترفض حل الدولتين.. وما حدث مع الوفد العربي يكشف طبيعة هذا الكيان

01-06-2025 07:54 PM

printIcon

أخبار اليوم - صفوت الحنيني - أكدت الباحثة والكاتبة السياسية د.هديل القدسي أن الموقف الإسرائيلي بمنع دخول الوفد العربي إلى الأراضي الفلسطينية لم يكن مفاجئاً لمن يعرف نهج هذه الحكومة، التي تبنت مواقف عدائية واضحة تجاه أي خطوة تدعم الشعب الفلسطيني، سواء سياسياً أو معنوياً.

وأضافت القدسي في حديثها لـ"أخبار اليوم " أن إسرائيل قرأت زيارة الوفد العربي، الذي يضم دولاً ذات ثقل إقليمي ومكانة مركزية، باعتبارها دعمًا صريحًا للفلسطينيين، ولذلك تعمدت منعها، في رسالة واضحة بأن إسرائيل لا تقبل بأي رمز يعزز من مكانة الفلسطينيين، وترفض تماماً فكرة حل الدولتين، مؤكدة أن إسرائيل "تتعامل مع القضية الفلسطينية كملف يجب طمسه لا حله".

وأشارت إلى أن هذا السلوك الإسرائيلي ليس حادثة معزولة، بل هو جزء من نهج طويل يقوم على التسويف والمماطلة والمراوغة، بهدف أخذ كل شيء دون تقديم أي تنازلات، معتبرة أن ما قدمته الدول العربية، وخاصة دول الاعتدال، من مبادرات وحسن نوايا، قوبل بإصرار إسرائيلي على ابتلاع ما تبقى من فلسطين.

ورغم وصفها للموقف الإسرائيلي بـ"السلبي بامتياز"، إلا أن القدسي رأت أنه "يكشف بوضوح عن الطبيعة الحقيقية لهذا الكيان، خاصة تحت حكومة نتنياهو التي تمارس استعلاءً واستبداداً سياسياً يتناقض مع مزاعم الديمقراطية".

ولفتت إلى أن الوفد العربي لم يكن يمثل دولاً هامشية، بل دولاً مركزية، بعضها تربطه علاقات مباشرة بإسرائيل، ما يجعل منع دخوله رسالة سياسية خطيرة، مضيفة أن "الاجتماع كان يمكن عقده في أي مكان، لكن اختيار الأرض الفلسطينية كان يحمل دلالة رمزية قوية لدعم الشعب الفلسطيني من داخل مؤسساته الشرعية".

وشددت القدسي على أن هذا "الاستهتار الإسرائيلي لا يجب أن يمر مرور الكرام"، مطالبة الدول المعنية باتخاذ مواقف واضحة، سواء من خلال الاحتجاج الدبلوماسي أو عبر أدوات الضغط السياسي.

وختمت بالقول: "زيارة الوفد لم تكن دبلوماسية فقط، بل محمّلة بأبعاد إنسانية تتعلق بما يعيشه الفلسطينيون في غزة، وبأبعاد سياسية تحاول خلق أفق للحل، لكن إسرائيل، كالعادة، تغلق كل الأبواب وتفرض واقعاً أحادياً بالقوة. نحن كعرب نتمسك بالاعتدال والعدالة، ونؤمن بالحلول الواقعية، لكننا في ذات الوقت نرفض الاستعلاء والاستخفاف، ونؤكد أن الحق الفلسطيني ليس موضع مساومة".