أخبار اليوم - صفوت الحنيني - قال الخبير الاقتصادي حسام عايش في حديثه لـ"أخبار اليوم"، إن من المفترض أن يكون الأردن هو الدولة الأقرب إلى سوريا جغرافيًا، وإنسانيًا، واجتماعيًا، وبالتالي يجب أن يكون لاعبًا محوريًا في إعادة الإعمار والبناء وإعادة التواصل الاقتصادي.
وأشار إلى أن الحراك القائم حاليًا يسير ضمن إطار تقليدي، وليس بالمستوى الذي يطمح إليه الواقعيون أو المسؤولون، مضيفًا أن "مرحلة كورونا أثبتت أننا بحاجة إلى مزيد من الجهود، وأن ننتقل من مجرد النوايا والعلاقات العامة إلى خطوات عملية حقيقية".
وأوضح عايش أن هناك قوى إقليمية ودولية أكثر تأثيرًا على الوضع الاقتصادي والاجتماعي وحتى السياسي في سوريا، وهو ما يتطلب من الأردن التنسيق مع هذه القوى من أجل ضمان موطئ قدم حقيقي له في المرحلة القادمة، خاصة في ما يتعلق بإعادة العلاقات التجارية إلى ما كانت عليه قبل الأزمة.
وتابع قائلاً: "كنا نتحدث سابقًا عن ما يقارب 6 مليارات دولار من التبادل التجاري قبل الأحداث، إلا أن هذه النسبة تراجعت بشكل حاد لتصل إلى أقل من 1% من إجمالي الصادرات الأردنية، فيما نطمح الآن إلى استعادة الحصة التقليدية للأردن في السوق السوري لتصل إلى نحو 5.4% كما كانت قبل الأزمة".
وشدد عايش على أن الدول لا تتعامل من منطلقات خيرية بل وفق مصالحها، وسوريا اليوم تعاني من احتياج كبير لإعادة الإعمار في كافة القطاعات، ومن الطبيعي أن تسعى الدول ذات القدرات الاقتصادية العالية، مثل قطر وتركيا ودول الخليج، إلى اقتناص الفرصة والتقدم بخطط فعلية.
كما أشار إلى اتفاقيات مليارية تمت بالفعل بين النظام السوري ودول كقطر، بينها مشاريع طاقة تصل إلى 400 ميغاواط في المرحلة الأولى، بينما لا تزال خطوات الأردن في إطار "الأمنيات والعبارات اللطيفة"، حسب تعبيره.
وختم عايش بالتأكيد على أن "الأردن بحاجة إلى تنسيق سياسي واقتصادي واضح مع جميع الأطراف الفاعلة، ولا مانع من أن يبادر هو بالدعوة إلى مؤتمرات أو لقاءات تمهد لفرص اقتصادية حقيقية في مرحلة إعادة الإعمار".