الدكتور اخليف الطراونة
كيف يكتب القلب ما لا تسعه الكلمات؟
وكيف تعبر الروح عن الأخ الذي كان، ولا يزال، وطنًا صغيرًا ألوذ به حين تضيق بي الدنيا؟
يا أبا الليث..
يا وجه العائلة الذي إذا أقبل أقبل الخير معه، وإذا تكلم هدأت القلوب، وإذا حضر شعرنا جميعًا أننا أقوى، وأن للحياة طعمًا مختلفًا.
أتعلم يا أخي كم أحبك؟
وكم أحمد الله على نعمة وجودك بيننا؟
أنت لست مجرد أخ، بل أنت سند وملاذ، أنت ذلك الهدوء الممزوج بالقوة، والطيبة الممزوجة بالحكمة، والحب الصافي الذي لا يطلب مقابلًا.
لقد علمتنا دائمًا أن الرجل لا يقاس بحجم صوته، ولا بكثرة كلامه، بل بهدوئه حين يعصف الجميع، وابتسامته حين تشتد الأحوال، وعطائه حين يضيق العطاء.
يا أبا الليث..
ما أبهى حضورك في قلوبنا وفي بيوتنا، وما أصدق خطواتك وأنت تبث فينا الأمل كل يوم، وما أكرم يدك التي لا تعرف إلا أن تعطي، وقلبك الذي لا يعرف إلا أن يسامح.
إنك بحق، رجل إذا حضر اطمأنّ الجميع، وإذا غاب شعرنا جميعًا بأن شيئًا مهمًا ينقصنا، فوجودك حياة، وصوتك حياة، ووجهك الذي لا تفارقه بشاشة الرضا حياة.
أسأل الله أن يحفظك بحفظه الذي لا يزول، وأن يحيطك بلطفه الذي لا ينفد، وأن يبارك في عمرك وعافيتك وأهلك وذريتك، وأن ترى في أيامك القادمة ما يسرك، وتحقق ما تتمنى وتحب.
دمت لنا يا أبا الليث، دمت لنا سندًا وملاذًا، دمت للبيت عامرًا، وللعائلة نبضًا، ولقلبي أخًا لا يشبهه أحد.