أخبار اليوم – تالا الفقيه
أكدت الدكتورة رولا بزادوغ أن ما يُعرف بـ"ذكرى الصدمة" أو Trauma Anniversary هو استجابة نفسية وجسدية متكررة، تعيد إلى السطح مشاعر وتجارب مرتبطة بحدث صادم سابق، وذلك في توقيت مقارب لتاريخ وقوعه حتى وإن لم يكن الشخص واعياً بدقة لهذا التاريخ. وأوضحت أن الدماغ يخزن الصدمات بطريقة مختلفة عن الذكريات العادية، ما يجعله يعيد تنشيطها عند التعرض لمحفزات مرتبطة بها، مثل التوقيت السنوي، أو حالة الطقس والفصول، أو وجود أماكن وأصوات معينة تستدعي الذاكرة.
وأضافت بزادوغ أن هذه الظاهرة قد تظهر من خلال مشاعر مفاجئة بالحزن والقلق، واضطرابات النوم والكوابيس، أو نوبات الهلع وضيق التنفس، كما قد تدفع الشخص إلى الانعزال عن محيطه والشعور بالذنب والعجز، وقد تتجلى أيضًا في أعراض جسدية مثل الصداع وآلام المعدة من دون أسباب عضوية واضحة.
وشددت على أن التعامل مع ذكرى الصدمة يتطلب الاعتراف أولًا بالمشاعر التي يمر بها الإنسان، والتخطيط المسبق لليوم الذي يتزامن مع الذكرى بما يتيح مساحة للرعاية الذاتية، والتحدث مع شخص موثوق أو طلب دعم مختص عند الحاجة، إضافة إلى الاستعانة بممارسات رمزية تساعد على تجاوز الحالة مثل الكتابة أو زيارة مكان آمن يمنح شعورًا بالراحة. كما أوصت بتجنب الضغوطات والمهام الثقيلة في هذه الفترة، مؤكدة أن طلب المساعدة عند الحاجة يساهم في تخفيف الأعراض والتعامل معها بوعي أكبر.
واختتمت بقولها إن تذكر الألم لا يعني أن الشخص لم يتجاوز الصدمة، بل هو جزء من عملية التعافي الطبيعية، مشيرة إلى أن الشفاء لا يسير بخط مستقيم وإنما يتدرج وفق استجابة كل شخص وتجربته الخاصة.