بوق "الشوفار" آلة دينية وأداة حشد في حروب إسرائيل

mainThumb
بوق "الشوفار" آلة دينية وأداة حشد في حروب إسرائيل

01-09-2025 10:34 AM

printIcon

أخبار اليوم - بوق "الشوفار" آلة موسيقية تستخدم في طقوس الديانة اليهودية، تُصنع من قرن حيوان ذي تجويف طبيعي، يُصدر النفخ فيه صوتا يشبه الأنين أو الصرخة، ويُعد سماع هذا الصوت وصية مركزية وفرضا دينيا أثناء عيد رأس السنة العبرية (روش هشناه).

استُخدم الشوفار عبر التاريخ في المناسبات الدينية وأثناء تتويج الملوك، وأيضا في مراسم أداء اليمين الدستورية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، وأدى دورا مهما في الحروب وحشد القوات وإعلان "النصر".

وأثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة انتشرت مقاطع مصورة في مواقع التواصل الاجتماعي تظهر جنود الاحتلال الإسرائيلي وهم ينفخون في البوق قبيل انطلاق مدرعاتهم وجيوشهم في معارك ضد المقاومة الفلسطينية.

ما بوق الشوفار؟
هو آلة موسيقية تُمارس بها بعض الطقوس في الديانة اليهودية، تُصنع من قرن حيوان ذي تجويف طبيعي، وغالبا من قرن كبش. يُصدر النفخ فيه صوتا يشبه الأنين أو الصرخة، ويُعد سماع هذا الصوت الوصية المركزية في عيد رأس السنة اليهودية، حسب مصادر عبرية.

وتُقسم أصوات الشوفار إلى 3 أنماط رئيسية:

"تكعاه" وهي نفخة طويلة متصلة.
"شفريم" وهي 3 نفخات قصيرة متقطعة.
"تروعة" وهي سلسلة من 9 نفخات قصيرة ومتتابعة.
وبحسب الديانة اليهودية، يتعين على المكلف (المستمع للطقس) سماع 30 صوتا من الشوفار أثناء المناسبة الدينية.

أنواع الشوفار
إلى جانب الشوفار التقليدي المصنوع من قرون الكباش، ظهرت أنواع أخرى منها ما هو مصنوع من قرن الكودو، وهو نوع من الظباء يُصنف ضمن "الحيوانات الطاهرة" في الديانة اليهودية.

كما توجد شوفارات مصنوعة من قرون الماعز، وأخرى من قرون الآرام (واحدها رئم)، وهي نوع من الظباء الصحراوية المعروفة في أفريقيا والشرق الأوسط. أما قرن الوعل فيُعتبر صالحا أيضا لعمل الشوفار، غير أن ندرته وارتفاع ثمنه جعلا استخدامه محدودا ونادر الانتشار.

وبحسب مصادر عبرية، يشترط في الشوفار أن يكون مصنوعا من قرن "حيوان طاهر"، وألا يقل طوله عن 10 سنتميترات. كما يشترط أن يتم النفخ من الطرف الضيق للقرن، وهو نهايته الخارجية الطبيعية، لا من الطرف العريض الذي يتصل برأس الحيوان.



الدلالات الدينية
ظهرت آلة الشوفار لأول مرة، وفق المصادر العبرية، يوم نزول التوراة على الشعب اليهودي في جبل سيناء. وبحسب النصوص الدينية اليهودية، "كان صوت الشوفار العظيم مصحوبا بالرعود والسحاب الكثيف، مما أثار ارتعاد الشعب الإسرائيلي، ليكون وسيلة الله لتجهيزهم لتسلّم الوصايا العشر".

ويُحتفل بهذا الحدث في "عيد الشفوعوت" بعد 7 أسابيع من عيد الفصح اليهودي، أي في الخامس والسادس من شهر "سيفان" حسب التقويم العبري.

ويرمز نفخ البوق في بداية السنة العبرية إلى قرب مجيء المخلّص (المسيح المنتظر)، ومن جهة أخرى إلى يوم لم شتات اليهود حول العالم، وأيضا إلى اليوم الذي أمر فيه النبي إبراهيم بذبح ابنه إسحاق قبل أن يفدى بكبش.

كما استُعمل قديما للإعلان عن تتويج ملك جديد على إسرائيل، ليصبح رمزا للسلطة الشرعية ووسيلة رسمية للإعلان عن حكمه.

ووفق تقاليد العديد من المجتمعات اليهودية، بما في فيها أتباع حركة حباد الحسيدية، يبدأ النفخ في "الشوفار" منذ أول أيام شهر سبتمبر/أيلول، ويهدف ذلك إلى تذكير الشعب بقدوم رأس السنة اليهودية وحث أفراده على مراجعة أفعالهم.

وبحسب المصادر، فإنه في اليوم الأخير من الشهر نفسه، يُمتنع عن النفخ في "الشوفار" بهدف "إرباك الشيطان" وفق التقاليد المتبعة.

ويُعد سماع صوت "الشوفار" في رأس السنة اليهودية "فرضا توراتيا"، وينفخ فيه داخل المعابد وأماكن أخرى.

الشوفار في الحروب
تقول المصادر العبرية إن "الشوفار" لم يكن في العصور القديمة مجرد أداة للطقوس الدينية فحسب، بل كان أيضا وسيلة للدعوة وتجميع الشعب اليهودي، فقد استخدمه القادة لاستدعاء الجنود وحشدهم للخروج إلى المعارك.

وتذكر روايات إلى أن "الشوفار" لم يكن مجرد سلاح صوتي، بل أيضا إشارة رمزية معنوية مغزاها "تدخل الله وضمان النصر عند الوثوق به"، وأن صوت "الشوفار" كان يستخدمه الجيش الإسرائيلي في سياق الحرب، ليس فقط باعتباره وسيلة رمزية، بل أيضا عنصرا معنويا يرافق القتال تأكيدا على النصر.

وتوضح هذه المصادر أن "الشوفار" كان يُنفخ أثناء الحروب الإسرائيلية ليعزز من الهوية الوطنية للشعب اليهودي ويذكره بدور الحرب في حماية وجوده، كما تؤكد أن نفخ "الشوفار" يتجاوز استعادة الأمن، ليجسد "التحذير واليقظة تجاه من تصفهم بالأعداء، والذين يعلنون عن نياتهم العدائية تجاه اليهود".

وقد استعمل اليهود "الشوفار" في مناسبات عدة، ومنها وفق التوراة، بعد نحو 40 عاما من خروج بني إسرائيل من مصر، استخدمه اليهود بقيادة يشوع بن نون عند دخولهم أرض كنعان واحتلالهم مدينة أريحا.

وبحسب الروايات، فإنه بعد تطويقهم لأسوار المدينة 7 أيام "نفخ الكهنة في أبواق الكبش، فسقطت الأسوار ودخل جيش إسرائيل المدينة واستولى عليها".

وفي أعقاب حرب الأيام الستة في يونيو/حزيران 1967، احتل الإسرائيليون القدس الشرقية وسيطروا على حائط البراق واحتفلوا عنده، وبعد أداء صلواتهم التلمودية نفخ الحاخام العام للجيش الإسرائيلي شلومو غورين في "الشوفار" معلنا "النصر".



الصحافة الإسرائيلية + مواقع إلكترونية